غير جازم لا محل لها. اتخذنا : تعرب إعراب «أردنا» والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(مِنْ لَدُنَّا) : حرف جر. لدن : اسم مبني على السكون في محل جر بمن بمعنى من عندنا والجار والمجرور متعلق باتخذنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ومعنى «لدنا» هنا : من جهة قدرتنا.. وقيل : «من لدنا» أي من الملائكة لا من الجنس. والجار والمجرور «من لدنا» في مقام مفعول «اتخذنا» الثاني.
(إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ) : حرف شرط جازم. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع فعل الشرط في محل جزم بإن. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». فاعلين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه.
** (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) : هذا القول الكريم هو مطلع الآية الكريمة الأولى بمعنى قرب للناس زمان حسابهم وهو وقت يوم القيامة. فحذف الفاعل المضاف «زمان» وأقيم المضاف إليه «حسابهم» مقامه.
** (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) : هذا القول الكريم معناه : أفتقعون في السحر أو أتتبعون السحر وهو القرآن وأنتم تشاهدون وتعلمون أنه سحر؟ فحذف مفعول «تبصرون» وهو المصدر المؤول «أنه سحر» ورد هذا القول الكريم في نهاية الآية الكريمة الثالثة.
** (بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة.. المعنى : إنّ ما أتى به محمد أو القرآن أباطيل وأكاذيب وتخاليط أحلام رآها في النوم.. وهي جمع «ضغث» وهي الحزمة الصغيرة والحزمة خليط من نباتات مختلفة شبهت بها تخاليط الأحلام وهي ما لم يكن له تأويل أي الضغث : هو الحلم ـ المنام ـ لأنه يشبه الرؤيا الصادقة وليس بها.
** (بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ) : المعنى : بل اختلق محمد القرآن من عند نفسه وقال جماعة : بل إنّ القرآن هو شعر شاعر عذب الكلام قوي اللسان. و «الشاعر» اسم فاعل والفعل : شعر يشعر.. من باب «قتل» وقال الفيومي : الشعر العربي : هو النظم الموزون وحدّه ما تركب تركبا متعاضدا وكان مقفّى موزونا مقصودا به ذلك فما خلا من هذه القيود أو من بعض فلا يسمّى شعرا ولا يسمّى قائله شاعرا ولهذا ما ورد في الكتاب ـ أي القرآن ـ أو السنّة موزونا فليس بشعر لعدم القصد أو التقفية وكذلك ما يجري على ألسنة بعض الناس من غير قصد لأنه مأخوذ من شعرت إذا فطنت وعلمت وسمّي شاعرا لفطنته وعلمه به فإذا لم يقصده فكأنه لم يشعر به وهو مصدر في الأصل. وشعرت بالشيء شعورا من باب «قعد».