** (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة.
والمعنى : فوق العرش استقر واعتلى وارتفع على عرش ملكه.. وبما أن هذا المعنى محال
عليه ـ عزوجل ـ لأنه سبحانه ليس بجسم وهو جلّت قدرته منزّه عن الأعضاء فيكون المعنى :
استولى على ملكه وتدبيره وفي العبارة كناية : أي استيلاؤه على الملكوت وتصرفه فيه
بحكمته.
** (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثانية
عشرة يكون المعنى : انزع نعليك.. لأن الحفوة تواضع لله.. وهذا ما يفعله المسلمون
أيضا في أثناء دخولهم المساجد والجوامع. ويقال : خلع الرجل عن عمله : أي عزل.
والفعل «خلع» من باب «قطع» قال الرسول الكريم محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «قال الله تعالى : إنّ بيوتي في أرض المساجد وإنّ زوّاري فيها عمّارها
فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثم زارني في بيتي فحقّ على المزور أن يكرم زائره. و «المسجد»
هو بيت الصلاة وهو أيضا موضع السجود من بدن الإنسان.. ومنه : سجد الرجل : بمعنى :
وضع جبهته بالأرض. و «السجود» لله تعالى في الشرع : عبارة ـ عن هيئة مخصوصة.. أمّا
«الجامع» وجمعه : جوامع.. هي معابد المسلمين.. ومنه : اليوم الجامع وهو يوم الجمعة..
ويقال : هذا كلام جامع : أي كلام قلّت ألفاظه وكثرت معانيه.. ويسمّى أيضا جوامع
الكلم.. وكان الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يتكلم بجوامع الكلم : أي كان كلامه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قليل الألفاظ كثير المعاني.. ويقال : حمدت الله تعالى بمجامع الحمد : أي
بكلمات جمعت أنواع الحمد والثناء على الله تعالى. ويسمّى «المسجد» الذي تصلّى فيه
الجمعة : الجامع لأنه يجمع الناس لوقت معلوم. ومؤنّث «الجامع» هو الجامعة ـ اسم
فاعل ـ أيضا وهى أيضا اسم يطلق على المؤسسة الثقافية التي تشتمل على معاهد
التعليم. وقيل : كان السلف يطوفون بالكعبة حافين ـ جمع حاف ـ أي وهم حفاة لأن
الحفوة تواضع لله.. ومنهم من استعظم دخول المسجد بنعليه.. وكان إذا ندر منه الدخول
منتعلا تصدّق. والقرآن الكريم يدلّ على أنّ ذلك احترام للبقعة وتعظيم لها وتشريف
لقدسها.
** (وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) : ذكر هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة..
المعنى : وأضرب بها ورق الشجر ليسقط على غنمي فتأكل أو وأخبط بها الورق على رءوس ـ
غنمي. يقال : هشّ الرجل ـ يهش ـ هشّا : بمعنى : صال بعصاه. والفعل من باب «قتل» أو
«ردّ» وهشّ الشجرة هشّا : أي ضربها ليتساقط ورقها. ويقال : هشّ الشيء يهشّ ـ هشا
من باب «تعب» وهشاشة بمعنى : لان واسترخى فهو هشّ وهشّ العود هشوشا بمعنى : صار
هشّا أي سريع الكسر وهو من باب «تعب» أيضا. ويأتي الفعل أيضا من بابي «تعب» و «ضرب»
نحو : هشّ الرجل هشاشة : إذا تبسّم وارتاح. وهشّ به : خفّ إليه وارتاح له.
** (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة العشرين وقيل
: إنّ الحية مشتقة من الحياة. والحياة : نقيض الممات. وقيل : إنّ الجانّ وجمعه :
الجنّ : هو الحية البيضاء. و «الجنّ» أيضا : ضد الإنس. وجمع «جنّي» قيل سمّي بذلك
لأنه يتّقى ولا يرى. ومن أسماء «الحية» : الغول : وهو حيوان لا وجود له قال رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من آتاه الله مالا فلم يؤدّ زكاته مثل يوم القيامة شجاعا» و «الشجاع»
هنا : ضرب من الحيات وهو الحية الذكر. و «الأرقم» : أخبث الحيات وتعني الداهية.
وهو أيضا ما فيه سواد وبياض من الحيات. ويقال للأنثى : رقشاء ولا يقال : رقماء أما
«الرقم» بفتح القاف فهو لون الأرقم «الحية» الخبيثة» ولهذا نقول على علامات
الأعداد الحسابية : هذا رقم واحد ورقم اثنين إلى تسعة. وتسمّى