(رَبِّكَ) سيدك الوليد بن الريان رجاء للخلاص بذكره عنده.
(فَأَنْساهُ) الضمير للساقي نسي ذكر يوسف عند ربه ، سيده ، أو ليوسف
نسي ذكر الله تعالى بالاستغاثة به ، قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «رحم الله يوسف لو لا الكلمة التي قال اذكرني عند ربك
ما لبث في السجن ما لبث» قال : عوقب بطول السجن بضع سنين بكلمته ولو ذكر ربه
لخلصه. وكانت مدة لبثه في السجن سبع سنين ، أو ثنتي عشرة سنة ، أو أربع عشرة سنة ،
والبضع منها مدة عقوبته على الكلمة لا مدة الحبس كله ، قبل لبث سبعا عقوبة بعد
الخمس. والبضع من ثلاث إلى سبع ، أو تسع ، أو عشر ، أو إلى الخمس حكاه الزجاج ،
ولا يذكر البضع إلا مع العشر أو العشرين إلى التسعين ولا يذكر بعد المائة ، قاله
الفراء ، ورأى الملك الأكبر الوليد رؤياه لطفا بيوسف ليخرج من السجن ونذيرا بالجدب
ليتأهبوا له.
(قالُوا أَضْغاثُ
أَحْلامٍ وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ (٤٤))
(أَضْغاثُ) أخلاط ، أو ألوان ، أو أهاويل ، أو أكاذيب ، أو شبهة
أحلام ، أبو عبيدة : الأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا ، قال :
كضغث حلم غرّ منه حالمه
والضغث حزمة
الحشيش المجموع بعضه إلى بعض ، وقيل ما ملأ الكف. والأحلام في النوم مأخوذة من
الحلم وهو الأناة والسكون ، لأن النوم حال أناة وسكون ، ويجوز أن يكونوا صرفوا عن
عبارتها لطفا بيوسف ليكون سببا في خلاصه.
(وَقالَ الَّذِي نَجا
مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ
فَأَرْسِلُونِ (٤٥))
(أُمَّةٍ) حين ، أو نسيان. أو أمة من الناس ، قال الحسن رضي الله
تعالى عنه ألقوه في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة ، وكان في العبودية والسجن والملك
ثمانين سنة ، وعاش بعد جمع شمله ثلاثا وعشرين سنة.
(فَأَرْسِلُونِ) لم يكن السجن في المدينة فانطلق إليه وذلك بعد أربع
سنين من فراقه.
(يُوسُفُ أَيُّهَا
الصِّدِّيقُ أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ
وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (٤٦))
(سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ) بقر الخصب سمان وسنابله خضر ، وبقر الجدب عجاف وسنابلها
يابسات فعبّر ذلك بالسنين.
(النَّاسِ) الملك وقومه ، ويحتمل أنه عبّر بالناس عن الملك تعظيما
له.
(قالَ تَزْرَعُونَ
سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً
مِمَّا تَأْكُلُونَ (٤٧))