وعن ابن عباس «أبجد» أبى آدم الطاعة ، وجد في أكل الشجرة ، «هوز» فزل آدم فهوى من السماء إلى الأرض ، «حطي» ، فحطت عنه خطيئته ، «كلمن» فأكل من الشجرة ، ومنّ عليه بالتوبة «سعفص» فعصى آدم فأخرج من النعيم إلى النكد «قرشت» فأقر بالذنب ، وسلم من العقوبة.
(ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (٢))
(ذلِكَ الْكِتابُ) : إشارة إلى ما نزل من القرآن قبل هذا بمكة أو المدينة ، أو إلى قوله (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) [المزمل : ٥].
أو ذلك بمعنى هذا إشارة إلى حاضر ، أو إشارة إلى التوراة والإنجيل ، خوطب به النبي صلىاللهعليهوسلم : أي : الكتاب الذي ذكرته لك التوراة والإنجيل هو الذي أنزلته عليك.
أو خوطب به اليهود والنصارى : أي الذي وعدتكم به هو هذا الكتاب الذي أنزلته على محمد.
أو إلى قوله ـ (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ،) أو قال لمحمد صلىاللهعليهوسلم : الكتاب الذي ذكرته في التوراة والإنجيل هو هذا الذي أنزلته عليك أو المراد بالكتاب : اللوح المحفوظ.
(لا رَيْبَ فِيهِ) : الريب التهمة أو الشك.
(لِلْمُتَّقِينَ) الذين أقاموا الفرائض واجتنبوا المحرمات ، أو الذين يخافون العقاب ويرجون الثواب ، أو الذين اتقوا الشرك وبرئوا من النفاق.
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣))
(يُؤْمِنُونَ) يصدقون أو يخشون الغيب ، أصل الإيمان التصديق (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) [يوسف : ١٧] أو الأمان ، فالمؤمن يؤمن نفسه بإيمانه من العذاب ، والله تعالى مؤمّن لأوليائه من عذابه ، أو الطمأنينة ، فالمصدق بالخبر مطمئن إليه ، ويطلق الإيمان على اجتناب الكبائر ، وعلى كل خصلة من الفرائض ، وعلى كل طاعة.
(بِالْغَيْبِ) بالله ، أو ما جاء من عند الله ، أو القرآن ، أو البعث والجنة والنار ، أو الوحي.
(وَيُقِيمُونَ) يديمون ، كل شيء راتب قائم ، وفاعله يقيم ، ومنه فلان يقيم أرزاق الجند ، أو يعبدون الله بها ، إقامتها : أداؤها بفروضها ، أو إتمام ركوعها وسجودها وتلاوتها وخشوعها ، سمي ذلك إقامة لها من تقويم الشيء ، قام بالأمر أحكمه ، وحافظ عليه ، أو سمى فعلها إقامة لها لاشتمالها على القيام.
(رَزَقْناهُمْ) أصل الرزق الحظ ، فكان ما جعله حظا من عطائه رزقا.
(يُنْفِقُونَ) وأصل الإنفاق الإخراج ، نفقت الدابة خرجت روحها ، والمراد الزكاة ، أو