واختلف أهل
العلم في المال الذي أديت زكاته هل يسمى كنزا أم لا؟ فقال قوم : هو كنز ، وقال
آخرون : ليس بكنز. ومن القائلين بالقول الثاني عمر بن الخطاب وابن عمر وابن عباس
وجابر وأبو هريرة وعمر بن عبد العزيز وغيرهم ، وهو الحق للأدلة المصرحة بأن ما أديت زكاته فليس بكنز ، وإنما خصّ الذهب
والفضة دون سائر الأموال بالذكر ؛ لأنها أثمان الأشياء وغالب ما يكنز ، وإن كان
غيرهما له حكمهما في تحريم الكنز.
(وَلا يُنْفِقُونَها) : كناية عن عدم أداء الزكاة ونحوها.
(فِي سَبِيلِ اللهِ
فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٤)).
[الآية الرابعة عشرة]
(إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا
تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما
يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (٣٦)).
(إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً) : أي في حكمه وقضائه وحكمته ، وذلك أن الله سبحانه لما
حكم في كل وقت بحكم خاص ، غيّر الكفار تلك الأوقات بالنسيء والكبيسة ، فأخبرنا بما هو حكمه.
(فِي كِتابِ اللهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) : في هذه الآية بيان أن الله سبحانه وضع هذه الشهور ،
وسماها بأسمائها على هذا الترتيب المعروف ، يوم خلق الله السموات والأرض ، وأن هذا
هو الذي جاءت به الأنبياء ، ونزلت به الكتب ، وأنه لا اعتبار بما عند العجم والروم
والقبط من الشهور التي يصطلحون عليها ، ويجعلون بعضها ثلاثين يوما ، وبعضها أكثر ،
وبعضها أقل.
(مِنْها أَرْبَعَةٌ
حُرُمٌ) : هي ذو العقدة وذو الحجة ومحرم ، ورجب ، ثلاثة
__________________