قائمة الکتاب
تفسير سورة المائدة
٢٢٣
إعدادات
نيل المرام من تفسير آيات الأحكام
نيل المرام من تفسير آيات الأحكام
المؤلف :أبي الطيّب صدّيق بن علي الحسيني القنوجي البخاري
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :472
تحمیل
(تُعَلِّمُونَهُنَ) : أي تؤدبونهن. والجملة في محل نصب على الحال.
(مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ) : أي مما أدركتموه بما خلقه فيكم من العقل ، الذي تهتدون به إلى تعليمها وتدريبها ، حتى تصير قابلة لإمساك الصيد لكم عند إرسالكم له.
(فَكُلُوا) : الفاء للتفريع ، والجملة متفرعة على ما تقدم من تحليل صيد ما علّموه من الجوارح ، و (من) في قوله : (مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) للتبعيض ، لأن بعض الصيد لا يؤكل ، كالجلد والعظم ، وما أكله الكلب ونحوه.
وفيه دليل على أنه لا بد أن يمسكه على صاحبه ، فإن أكل منه ؛ فإنما أمسكه على نفسه ، كما في الحديث الصحيح (١).
وقد ذهب الجمهور إلى أنه لا يحل أكل الصيد الذي يقصده الجارح من تلقاء نفسه من غير إرسال.
وقال عطاء بن أبي رباح والأوزاعي ـ وهو مروي عن سلمان الفارسي وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وعبد الله بن عمر ، وروي عن علي وابن عباس والحسن البصري والزهري وربيعة ومالك والشافعي في القديم ـ إنه يؤكل صيده (٢).
ويرد عليهم قوله تعالى : (مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعدي بن حاتم : «إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله عليه فكل ما أمسك عليك» ، وهو في الصحيحين وغيرهما (٣).
وفي لفظ لهما : «فإن أكل فلا تأكل فإني أخاف أن يكون أمسك على نفسه» (٤).
وأما ما أخرجه أبو داود بإسناد جيد من حديث أبي ثعلبة قال : قال رسول
__________________
وقال البيهقي : ذكر البازي في هذه الرواية لم يأت به الحفّاظ الذين قدمنا ذكرهم عن الشعبي ، وإنما أتى به مجالد. والله أعلم.
ومجالد قال عنه الحافظ : «ليس بالقوي ، وقد تغيّر في آخر عمره».
(١) هو حديث عدي المتقدّم ذكره وتخريجه.
(٢) انظر : تفسير الطبري (٦ / ٦٣) ، وابن الجوزي (٢ / ٢٩٢) ، والمغني (١٣ / ٢٦٣) ، والمقنع والشرح الكبير ، والإنصاف معا (٢٧ / ٣٨٩ ، ٣٩١) ، والوسيط للغزالي (٧ / ١١٥) ، والروضة (٣ / ٢٤٩) ، والمنهاج (ص ١٤١).
(٣) سبق تخريجه.
(٤) حديث صحيح : رواه البخاري (٩ / ٦٠٣) ، ومسلم (١٣ / ٧٦) عن عدي بن حاتم ، وتقدّم.