يا علي ، مَن لم يُحسن وصيَّته عندَ موته (٤) كان نقصاً في مروءَته (٥) ،
______________________________________________________
بالطمأنينة في القلب ولذّة اليقين والإرتباط بالله تعالى.
(٤) حُسن الوصيّة إتيانها بحدودها وشروطها ومستحبّاتها كاملة مع حسن التدبير فيما خلّف ، وعدم الإضرار بالورثة والعهد إلى الله (١).
فإن لم يأت الإنسان بالوصيّة أو أوصى بخلاف المشروع أو وصّى بما لا ينفعه أو لم يوصّ بخير في ثلثه أو لم يوصّ بإنفاذ وأداء ما إشتغلت به ذمّته ، أو لم يوصّ بشيء لذوي قرابته ممّن لا يرثه لم يحسن الوصيّة ..
فاللازم أن يوصي ويحسن ويجعل أحد المؤمنين الثقات وصيّاً له بل الأولى أن يجعل وصيّه ثقتين أو يجعل أحدهما وصيّاً والآخر ناظراً على تنفيذ الوصيّة ، بل يجب إن أمكن أن يفرغ من ديونه قبل أن يموت لتحصل له البراءة اليقينيّة كما أفاده والد المجلسي قدسسره (٢).
(٥) المروءة بالهمزة وقد تشدّد ويقال : مروّة فُسّرت في كلام الإمام المجتبى عليهالسلام بأنّها ، شُحّ الرجل على دينه وإصلاحه ماله وقيامه بالحقوق (٣).
هذا في الحديث ، وامّا في اللغة (٤) فالمستفاد منها أنّ المروءة من الآداب النفسية التي تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات وقد تتحقّق بمجانبة ما يؤذن بخسِّة النفس (٥).
__________________
١ ـ لاحظ وسائل الشيعة ، ج ١٣ ، ص ٣٥٣ ، ب ٣ ، ح ١.
٢ ـ روضة المتّقين ، ج ١٢ ، ص.
٣ ـ سفينة البحار ، ج ٨ ، ص ٥١.
٤ ـ كثيراً ما نذكر في هذا الكتاب الحاصل المستفاد من اللغة في شرح الكلمة من دون ذكر نصوص كلمات اللغويين رعاية للإختصار فليُعلم.
٥ ـ مجمع البحرين ، مادّة مرأ ، ص ٨٢.