سابِقُونَ)(١).
فسألت عن ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقالت : هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر ، وهو يخاف الله؟! فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ، ولكنّه الذي يصوم ويصلّي ويتصدّق ويخاف الله. (٢) كناية عن إتيانه الطاعات ، وجلا أن لا يكون مؤدّيا لها تامّة حسبما أراده الله.
ولعلّها كانت تتصور من الكلمة أنها مقصورة (يأتون ما أتوا) بمعنى : (يعملون ما عملوا) ، وقد أسلفنا الكلام عن تزييفه. (٣) وأنّ الصحيح هو قراءة المدّ (يؤتون ما آتوا) بمعنى : يؤدّون ما أدّوا ، أي من أفعال البرّ والخيرات ، من غير إعجاب ولا رياء ، وإلى ذلك ينظر تفسيره صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وروى زرارة عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : أتى عمّار بن ياسر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، أجنبت اللّيلة ولم يكن معي ماء. قال : كيف صنعت؟ قال : طرحت ثيابي ثم قمت إلى الصعيد فتمعّكت (٤)!! فعلّمه رسول الله التيمّم ، سواء أكان بدل وضوء أم بدل غسل (٥).
وقرأ عمر بن الخطّاب من سورة «عبس» حتى وصل إلى قوله تعالى : (فَلْيَنْظُرِ
__________________
(١) المؤمنون / ٥٧ ـ ٦١.
(٢) الإتقان ، ج ٤ ، ص ٢٣٨.
(٣) عند المبحث عن مسألة التحريف عند حشوية العامة برقم ٢٠. وراجع : المستدرك ، ج ٢ ، ص ٢٣٥ و ٢٤٦.
(٤) التمعك : التمرغ في التراب.
(٥) العياشي ، ج ١ ، ص ٢٤٤ ، رقم ١٤٤ و ١٤٥ وص ٣٠٢ ، رقم ٦٣.