ما فيها (وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ) يا محمد (مِنْ نَذِيرٍ (٤٤)) من رسول مخوف لهم إلا قالوا له مثل ما يقولون لك (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل قومك (وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ) يقول : ما بلغت قريش عشر من كان قبلهم من الكفار ، ويقال : ما بلغت أموالهم وأولادهم وأعمارهم وقوتهم عشر ما أعطيناهم من كانوا قبلهم (١)(فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٥)) تغييرى عليهم بالعذاب ، حين لم يؤمنوا.
(قُلْ) يا محمد لكفار مكة (إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) بكلمة واحدة : لا إله إلا الله ، وهذا كقول الرجل للرجل : تعال حتى أكلمك كلمة واحدة ، ثم تكلمه بكلمة أخرى أكثر من ذلك (أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى) اثنين اثنين (وَفُرادى) واحدا واحدا (ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) هل كان محمد ساحرا أو كاهنا أو كذابا أو مجنونا ، ثم قال الله : (ما بِصاحِبِكُمْ) ما بنبيكم (مِنْ جِنَّةٍ) من جنون (إِنْ هُوَ) يعنى ما هو ، يعنى محمدا (إِلَّا نَذِيرٌ) رسول مخوف (لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ (٤٦)) من عذاب شديد يوم القيامة إن لم تؤمنوا.
(قُلْ) لهم يا محمد (ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ) من جعل ومؤنة (فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ) ما ثوابى (إِلَّا عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من أعمالكم (شَهِيدٌ (٤٧)) عالم (قُلْ) لهم يا محمد (إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِ) يبين الحق ، ويأمر بالحق (عَلَّامُ الْغُيُوبِ (٤٨)) ما غاب عن العباد ، يعلم الله ذلك (قُلْ جاءَ الْحَقُ) ظهر الإسلام وكثر المسلمون (وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ) وما يخلق الشيطان والأصنام (وَما يُعِيدُ (٤٩)) ما يحيى بعد الموت (قُلْ) لهم يا محمد (إِنْ ضَلَلْتُ) عن الحق والهدى (فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) يقول : عقوبة ذلك على نفسى (٢)(وَإِنِ اهْتَدَيْتُ) إلى الحق والهدى (فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي) اهتديت (إِنَّهُ سَمِيعٌ) لمن دعاه (قَرِيبٌ (٥٠)) بالإجابة لمن وحده (وَلَوْ تَرى) يا محمد (إِذْ فَزِعُوا) خسف بهم الأرض وماتوا ، وهو خسف البيداء (فَلا فَوْتَ) لا يفوت منهم أحد (وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (٥١)) من تحت أرجلهم وخسف بهم الأرض (وَقالُوا) عند ذلك
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٦ / ٤٦٤).
(٢) انظر : تفسير الطبرى (٢٢ / ٧١).