تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً).
أقول : لا منافاة بين هذا التفسير وما مر من قول الصادقين (عليهماالسلام).
وفي اسباب النزول عن ابن عباس قال : «قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد انهار الجنة ، وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش ، فلما وجدوا طيب مآكلهم ومشربهم و(حسن) مقيلهم قالوا : من يبلغ إخواننا (عنا) انا في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا في الحرب؟ فقال الله عزوجل انا أبلغهم عنكم فانزل الله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
أقول : رواه في الدر المنثور وقال اخرج احمد وابن داود ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم ـ صححه ـ والبيهقي من الدلائل وغيرهم رووا جميعا عن أبي سعيد الخدري ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي العالية وابن عباس وغيرهم ، وهي وان اختلفت في بعض الألفاظ ولكنها متقاربة في المعنى. وهذه الروايات لا بد من تأويلها على نحو تساوق القواعد العقلية والنقلية ، والمؤمن أعز على الله تعالى من ان يحصره في حواصل الطير ، ويمكن ان يراد بحواصل الطيور الخضر الأبدان المثالية التي تكون لهم في ذلك العالم ، وقد تقدم ما يتعلق بهذه الروايات في سورة البقرة آية ـ ١٥٣.
وفي الدر المنثور في قوله تعالى : (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) اخرج ابن إسحاق وابن جرير ، والبيهقي في الدلائل «انها نزلت