الحمد لله الذي نصر
وليه ، وخذل عدوه ، وأعز الصادق المحق ، وأذل الناكث المبطل. عليكم بتقوى الله
وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيكم ، الذين هم أولى بطاعتكم فيما أطاعوا الله
فيه ، من المنتحلين المدعين المقابلين إلينا
، يتفضلون بفضلنا ، ويجاحدونا أمرنا ، وينازعونا حقنا ، ويدافعونا عنه . فقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقون
غيا. ألا إنه قد قعد عن نصرتي منكم رجال فأنا عليهم عاتب زار. فاهجروهم وأسمعوهم
ما يكرهون حتى يعتبوا
، ليعرف بذلك حزب الله عند الفرقة ».
فقام إليه مالك بن حبيب اليربوعي ـ وكان
صاحب شرطته ـ فقال : والله إني لأرى الهجر وإسماع المكروه لهم قليلا. والله لئن
أمرتنا لنقتلنهم. فقال علي : سبحان الله يا مال ، جزت المدى ، وعدوت الحد ، وأغرقت
في النزع! فقال : يا أمير المؤمنين ، لبعض الغشم أبلغ في أمور تنو بك من مهادنة
الأعادي. فقال علي : ليس هكذا قضى الله يا مال ، قتل النفس بالنفس فما بال الغشم . وقال : (
ومن قتل
مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ). والإسراف في القتل أن تقتل غير قاتلك
، فقد نهى الله عنه ، وذلك هو الغشم.
فقام إليه أبو بردة بن عوف الأزدي ـ
وكان ممن تخلف عنه ـ فقال :
__________________