والمعدومين جميعا هو استعمال ما وضع للخطاب في غير الخطاب مع المخاطب الحقيقي
(قوله ويشهد لما ذكرنا صحة النداء بالأدوات ... إلخ) أي ويشهد لما ذكرنا من أن الظاهر أن مثل أدوات النداء لم يكن موضوعا لذلك أي للخطاب مع المخاطب الحقيقي بل للخطاب الإيقاعي الإنشائيّ صحة النداء بالأدوات مع إرادة العموم من الواقع تلوها للغائبين والمعدومين جميعا بلا عناية ولا رعاية علاقة في نفس الأدوات أصلا وان كان هناك عناية في المخاطبة معهم حيث ينزل فيها الغائب والمعدوم منزلة الحاضر الملتفت.
(قوله مع حصوله بذلك لو كان ارتكازيا ... إلخ) أي مع حصول العلم بالتنزيل بسبب الالتفات إليه والتفتيش عن حاله لو كان التنزيل ارتكازيا وإلّا فمن أين يعلم بثبوته كذلك وهل هو إلّا بسبب الالتفات إليه والتفتيش عن حاله.
(قوله وان أبيت الا عن وضع الأدوات للخطاب الحقيقي ... إلخ) وحاصله انك ان أبيت عما تقدم منا من وضع الأدوات للخطاب الإيقاعي الإنشائي والتزمت بوضعها للخطاب مع المخاطب الحقيقي فلا مناص حينئذ عن الالتزام باختصاص ما يقع في تلوها بالحاضرين في مجلس الخطاب فقط وان الخطابات الإلهية كغيرها من الخطابات تختص بالمشافهين خاصة فيما لم تكن هناك قرينة على التعميم.
(أقول) نعم ولكن قد عرفت آنفا أنه يمكن دعوى وجود القرينة غالبا على التعميم في كلام الشارع ضرورة وضوح عدم اختصاص الحكم في مثل يا أيها الناس اتقوا أو يا أيها الذين آمنوا بمن حضر في مجلس الخطاب فقط بل يعم الجميع بلا شبهة ولا ارتياب بل بالضرورة من الدين.
(قوله أو بنفس توجيه الكلام بدون الأدوات ... إلخ) وقد مثل له