إن قلت : كيف هي آية لقريش ، مع أنها لم تشاهد؟ قلت : نقلت إليها تواتر ، أو أن نقلها الكفار ، لأن التواتر يصح في خبر الكافر ، وخبر المسلم.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ).
قال الأصفهاني في شرح ابن الحاجب الإعجاز في القرآن في كل آية آية منه ، وفي غيره من الكتب الإعجاز في المجموع من حيث كونه منزلا من عند الله تعالى (١)
قوله تعالى : (كَذَّبَتْ عادٌ).
إن قلت : كيف أتى به هنا قبل تمام القصة؟ وأتى به فيما سبق ، وفيما بعد تمام القصة ، فالجواب : أن الإهلاك بالغرق أمر معهود أكثري ، والإهلاك بالريح نادر الوقوع.
وقوله تعالى : (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) ، أولا قوم نوح ، وأعيدت هذه ليفيد أن عادا أنذرو إهلاك قوم نوح ، فلم يعقلوا فأهلكوا ، ولذلك قريش ينذرون بهلاك هؤلاء فإن لم يفعلوا يهلكوا.
قوله تعالى : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ).
ذكر ابن عطية : إن أبا بشر الدولابي قال : روى أبو جعفر المنصور عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم آخر أربعا زمن الشهر (يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) اليوم ، قال شيخنا : وبعض الفقهاء إلى اليوم يتوخاه ويجتنب العمل فيه ، وروي أن القمر كان منحوسا بزحل ، فإن قلت : التاريخ بالشهر العربي حادث ، لم يكن في زمن عاد ، فكيف قال : أهلكوا في القرار ربعا من الشهر العربي؟ قلت : صادق أنها آخر الشهر العربي باعتبار نقص القمر وزيادته ، لأنهم إذ ذاك علموا أنها آخر الشهر العربي ، قوله تعالى : (مُسْتَمِرٍّ) ، لأن العمل في الظروف المجرور في بعضه.
قوله تعالى : (تَنْزِعُ).
لم يقل : تنزعهم إشارة إلى أنها من شأنها أنها تنزع كل الناس ، ولو قبل تنزعهم لتوهم خصوصا فهؤلاء لكونهم قليلين ، ولو كانوا كثيرين لم تنزعهم ، وكذلك لو كان
__________________
(١) لقد أشار المصنف في الحاشية : (فقلت : إن القرآن معجز كل آية آية ، وسائر الكتب معجز بمجموعة من حيث أن مجموع منزل من عند الله).