قوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً).
أما المعنى
وكفى بالله عليما بصحة رسالتك ، أو المراد وكفى بالله شهيدا على من آمن بك ومن لم
يؤمن بك.
قوله تعالى : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ
اللهَ).
فعكس صفتها.
[٢٥ / ١٢٢]
قوله تعالى : (أَفَلا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ).
الزمخشري :
تدبير الأمر تأمله والنظر فيما يؤول إليه ثم استعمل في كل مؤول فمعنى تدبير القرآن
أي تأمل معانيه ونظر ما فيه ، ابن عرفة : ظاهره أنه قد ينظر في معانيه ، وقد لا ينظر
وهو عندي لازم ؛ لأن كل عاقل لا يفعل أمرا حتى يتأمل عاقبته وهو العلة الغائية
ولذلك قال الحكماء أول الفكرة آخر العمل.
قيل لابن عرفة
: يؤخذ منه وجوب النظر وأن التقليد غير كاف ، قال : والتقليد لا يكون إلا بنظر ؛
لأن الإنسان لا يحل له أن يقلد إلا من تحقق معرفته ولذلك لا يحصل إلا بالنظر ، ابن
عرفة : ويؤخذ من الآية وجوب المطرد التي يتوصل بها إلى النظر والقرآن وتدبر معانيه
وهي النحو وأصول الفقه واللغة فيجوز قراءتها في المسجد ؛ لأنها من مواد القرآن
التي به وبالتدبر به بخلاف كتاب إقليدس ؛ لأنه لا تعلق له بالقرآن بوجه.
قيل لابن عرفة
: إن ابن الخطيب احتج بها على أنه لا يرد في القرآن ما لا يفهم أو لو كان فيه لما
ذموا على عدم تدبيره ، ابن عرفة : القرآن إما كل أو اسم جنس يصدق على القليل
والكثير المراد يتدبرون فيه كله لا في لفظة لفظة.
قوله تعالى : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ).
ابن عرفة : هذا
شبة قياس الغير مركب من مقدمتين أحدهما منطوق بها ، والأخرى مضمرة واضحة الدلالة ،
فلذلك حذفت والتقدير القرآن ليس من عند غير الله ، وكل ما ليس من عند غير الله هو
من عند الله بيان حقيقة الصغرى بما ذكر في الآية ، وهو أنه (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ) فهو من عند الله مطلقا ، ابن عرفة : ووجدوا من وجدان
الضالة ، وإنما قال : وجدوا ، ولم يقل : لأدركوا إشارة إلى أنه من غير تأمل ولا
تفكر ، فكل متصف يدركه بأول وهلة بخلاف لفظ الإدراك فإنه يشعر بأن المعنى بما حصل
بعد تأمل ونظر.