الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فغشيته السكينة ، فوقعت فخذه على فخذي ، حتى خشيت أن ترضها ، ثم سرّي عنه فقال : «اكتب» فكتبت في كتف (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ).
فقال ابن أم مكتوم وكان أعمى : يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين؟ ، فغشيته السكينة كذلك ، ثم قال : «اقرأ يا زيد» فقرأت : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). فقال : (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ).
قال زيد : أنزلها الله : وحدها فألحقتها ، والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها ، عند صدع في الكتف (١).
قال في (التهذيب) : روي أنه لما نزل : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ) جاء ابن أم مكتوم ، وعبد الله بن جحش فقالا : نحن لا نستطيع فهل من رخصة؟.
قال ابن مكتوم : اللهمّ أنزل عذري ، فنزل : (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) فوضعت عندها وكان بعد ذلك يغزو ، ويقول : ادفعوا إلي اللواء ، ويقول : أقيموني بين الصفين فإني لا أستطيع أن أفر (٢).
قال الحاكم : فإن قيل : تأخير البيان عن حال الخطاب لا يصح عندكم (٣)؟.
__________________
(١) الكشاف (١ / ٥٥٥) ، زاد المسير (٢ / ١٧٣) ، مسند أحمد (٥ / ١٨٤) ، البخاري (٨ / ١٩٥) ، أبو داود (٣ / ١٧) ، الترمذي (٤ / ١٩٢) ، النسائي (٦ / ٩)
(٢) التهذيب (ح) رهن التحقيق.
(٣) قلنا : أما تأخيره عن وقت الخطاب فلا نمنعه ، وإنما نمنع تأخيره عن وقت الحاجة ، دليله (مِنَ الْفَجْرِ) في آية الصوم ، فإنها إنما نزلت بعد الخطاب بأزمنة ما لم يفهم بعض الصحابة (الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ). (ح / ص).