بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (٣٧) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (٣٨) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩)
المفردات :
(مُتْرَفُوها) : أغنياؤها وقادتها (يَبْسُطُ الرِّزْقَ) : يوسعه (زُلْفى) وزلفى كقربى في الوزن والمعنى (جَزاءُ الضِّعْفِ) أى : الجزاء المضاعف (مُعاجِزِينَ) : مغالبين (وَيَقْدِرُ لَهُ) يقدر : يضيق (يُخْلِفُهُ) : يجعل له خلفا ..
وهذه تسلية للنبي صلىاللهعليهوسلم ببيان أن أخلاق الكفار وأعمالهم واحدة في كل زمان ومكان حتى لا يتألم الرسول ، وبهذا نعرف لكفار مكة موقفا آخر.
المعنى :
وما أرسلنا قبلك في قرية من نذير ورسول إلا قال مترفوها وأغنياؤها حسدا من عند أنفسهم وبغيا وغرورا كاذبا قالوا : إنا بما أرسلتم به أيها الرسل كافرون ، إذ لو كان هذا الذي يدعيه الرسول حقّا لكنا أولى به منه (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) وقالوا كغيرهم : نحن أكثر أموالا وأولادا (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) وإذا كنا كذلك في الدنيا ، وهذا الرزق من عند الله كما هو معلوم ، فنحن أكرم على الله منكم إذ أنتم فقراء ضعفاء ، وإذا كان الأمر كذلك فما نحن يوم القيامة بمعذبين أصلا ؛ إما لأنه لا بعث ولا جزاء ، أو إن كان هناك جزاء فنحن أصحاب الجزاء الحسن لأن الله أعطانا لكرامتنا ومكانتنا عنده.
عجبا لهؤلاء! ليس الرزق في الدنيا لكرامة صاحبه على الله ، ولكن الله يبسط الرزق لمن يشاء ، ويقتر الرزق على من يشاء تبعا لحكمة هو يعلمها بقطع النظر عن عمل الصالحين والفاسقين ، أما جزاء العمل الصالح والعمل الفاسد فهو يوم القيامة فقط ،