أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (٥٢) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (٥٤) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (٥٥)
المفردات :
(يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) : يمدحونها. (يُظْلَمُونَ) الظلم : النقص وتجاوز الحد. (فَتِيلاً) : هو ما تكون في شق نواة التمر مثل الخيط. (بِالْجِبْتِ) المراد : الأصنام ، وأصله الرديء الذي لا خير فيه. (الطَّاغُوتِ) : مصدر بمعنى الطغيان والجبروت ، ويطلق على كل ما يعبد من دون الله ، وعلى الشيطان. (نَقِيراً) : هو النقرة التي تكون في ظهر النواة : ويضرب بها المثل في القلة والحقارة. (يَحْسُدُونَ) الحسد : تمنى زوال نعمة للغير.
المعنى :
ألم ينته علمك إلى هؤلاء الذين يزكون أنفسهم ، ويدّعون ما ليس فيهم. وأنهم أبناء الله وأحباؤه ، لا تمسهم النار مهما فعلوا ؛ لكرامتهم على الله : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ) (١) وما علموا أن تزكية النفس تكون بالعمل الذي يجعلها زكية طاهرة ، وهذه التزكية محمودة عند الله والناس ، أما التزكية بالقول والادعاء والاعتماد على ما كان للآباء فهي مستهجنة عند الله والناس مبعثها الغرور الكاذب ، والجهل الفاضح ، ولذا يقول الله : (بل الله يزكى من يشاء) من عباده بتوفيقه للعمل الصالح ، ولا تنقصون شيئا من جزاء أعمالكم مهما كان بسيطا (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) (٢) فلا عبرة بتزكيتكم أنفسكم يا أهل الكتاب.
__________________
(١) سورة البقرة آية ١١١.
(٢) سورة النجم آية ٣٢.