__________________
قال ابن مسعود : قال النبي صلىاللهعليهوسلم كلمة ، وقلت أخرى ... ، فالجملة الأولى في الحديث من المرفوع الصريح ، والجملة الثانية وإن كانت موقوفة لفظا إلّا أن لها حكم الرفع ، فمثله لا يقال من قبيل الرأي ، وقد جاء في أحد طرقه عند أحمد (١ / ٣٧٤ ، ٣٨٢ ، ٤٠٢ ، ٤٠٧ ، ٤٢٥ ، ٤٤٣ ، ٤٦٢ ، ٤٦٤) ، والطيالسي (رقم ٢٥٦) ، وأبو يعلى (رقم ٥٠٩٠ ، ٥١٩٨) ، وأبو عوانة (١ / ١٧) ، والطبراني في الكبير (١٠٤١٠ ، ١٠٤١٦) ، وابن حبان في صحيحه (رقم ٢٥١ ـ الإحسان) ، وابن مندة في «الإيمان» (رقم ٦٦ ـ ٧٣) ، وابن خزيمة في «التوحيد» (رقم ٥٦٢ ـ ٥٦٥) ، والواحدي في «١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧» ، وغيرهم من حديث عبد الله بن مسعود ـ به.
[تنبيه] : وقع عند أبي عوانة في الحديث السابق بلفظ أبي معاوية قلب في الجملتين ، فجعل المرفوع الوعد [من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة] ، والموقوف هو الوعيد [من مات يشرك بالله شيئا دخل النار] ، والمحفوظ أن الوعيد هو المرفوع ، والوعد هو الموقوف.
ويشهد للموقوف : ما أخرجه مسلم في صحيحه (٩٣ / ١٥١ ، ١٥٢) ، وأحمد (٣ / ٣٢٥ ، ٣٤٥ ، ٣٧٤ ، ٣٩١ ، ٣٩١ ـ ٣٩٢) ، وأبو يعلى (رقم ٢٢٧٨) ، وأبو عوانة (١ / ١٧ ـ ١٨ ، ١٨) ، وابن مندة (رقم ٧٤ ـ ٧٧) ، وغيرهم من حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار». وفي الباب عن المعرور بن سويد ، وأبي ذر ، وأبي سعيد الخدري ، وغيرهم.
[فائدة] قال الحافظ في الفتح (٣ / ١١١ ـ ١١٢) : «... ولم تختلف الرويات في الصحيحين في أن المرفوع الوعيد ، والموقوف الوعد. وزعم الحميدي في (الجمع) وتبعه مغلطاي في شرحه ، ومن أخذ عنه ، أن في رواية مسلم من طريق وكيع وابن نمير بالعكس بلفظ «من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، ـ