قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٩ ]

تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ٩ ]

464/639
*

ويحتمل المراد بالميزان : الأحكام التي وضعت بين الخلق ، والشرائع التي جعلت عليهم ؛ ليقوموا بوفائها وينتهوا عن التقصير فيها ، والتعدي عن حدودها.

وقيل (١) : الميزان : العدل ، وهو ما ذكرنا ، والله أعلم.

وذكر أن الموازين ثلاثة :

أحدها : العقول ، وهي التي يعرف بها محاسن الأشياء ومساوئها ، وقبح الأشياء وحسنها.

والثاني : الميزان الذي جعل بين الخلق لإيفاء الحقوق والاستيفاء.

والثالث : الذي جعل في الآخرة ؛ ليوفى به ثواب الأعمال وجزاؤها ، والله أعلم.

وقوله ـ عزوجل ـ : (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ. وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ) ، قوله : (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) ، (وَلا تُخْسِرُوا) أي : لا تنقصوا في الميزان.

وقوله : (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ) أمر بإقامة الوزن والإتمام في الوزن ؛ أمر بالإتمام ، ونهي عن النقصان ، والأمر بالشيء نهي عن ضده ، وهاهنا جمع بينهما صريحا ؛ تأكيدا لباب الوزن والميزان.

ويحتمل الوجوه الثلاثة التي ذكرنا.

وعن قتادة : كان ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يقول : يا معشر الموالي ، إنكم وليتم أمرين هلك الناس بهما قبلكم ، هما : المكيال والميزان (٢).

وقال مجاهد في قوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ) في الميزان باللسان ؛ أي : لسان الميزان (٣).

وقيل لابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : إن أهل المدينة لا يوفون الكيل ، قال : وما يمنعهم ، وقد قال الله تعالى : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) [المطففين : ١]؟!.

وقوله ـ عزوجل ـ : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ).

قال بعضهم (٤) : الأنام : هو كل ذي روح.

وقال بعضهم (٥) : الأنام : هو جميع الخلق.

__________________

(١) قاله مجاهد ، أخرجه ابن جرير (٣٢٨٨٥) وابن المنذر عنه ، كما في الدر المنثور (٦ / ١٩١) وهو قول قتادة أيضا.

(٢) أخرجه ابن جرير (٣٢٨٨٦) وابن المنذر عنه ، كما في الدر المنثور (٦ / ١٩١).

(٣) أخرجه ابن المنذر عنه ، كما في الدر المنثور (٦ / ١٩١).

(٤) قاله ابن عباس ، أخرجه ابن جرير عنه (٣٢٨٩٢).

(٥) قاله ابن عباس بنحوه ، أخرجه ابن جرير (٣٢٨٩١) وابن المنذر وابن أبي حاتم ، كما في الدر المنثور (٦ / ١٩٢) وعن الحسن ومجاهد وقتادة مثله.