حسنات (١) ، ولا ريب في ترتّب عشر حسنات على نفس التسريح بما هو تسريح ، ومثل وزان من صلّى أو صام فله كذا وكذا من الأجر والثواب ، ومن زار أبا عبد الله الشهيد عليهالسلام فله كذا أي فله ثواب حجّ مقبول وعمرة مقبولة.
ولا ريب في ان هذه الأخبار تدل على اعطاء الله تعالى الثواب الموعود على إتيان نفس العمل الخاص ، وعلى استحبابه بما هو عمل ولا تدل على ان الثواب انما يكون للانقياد والاحتياط وبرجاء المطلوبية ، وكذا أخبار من بلغه الثواب حرفا بحرف ، إذ نكشف من ترتّب الثواب استحباب العمل الخاص كما نكشف من ترتّب الثواب على التسريح استحبابه ولعل لاستفادة استحباب العمل بما هو عمل أفتى المشهور ، أي أكثر الأصحاب رحمهمالله باستحباب العمل الذي رتّب الثواب عليه في لسان الأخبار ، وذلك كالدعاء عند رؤية الهلال ، ولم يقيّدوا فتواهم بإتيان العمل برجاء المطلوبية.
قوله : فافهم وتأمّل ...
وهو إشارة إلى بيان الثمرة بين قول الشيخ الأنصاري قدسسره وبين مختار المصنّف قدسسره وهي عبارة عن كيفيّة دلالة اخبار من بلغه الثواب إذ لو قلنا انّها تدل على استحباب العمل الخاص الذي رتّب الثواب عليه لجاز للمجتهد أن يفتي باستحبابه وان دل على استحبابه الخبر الضعيف.
وامّا إذا قلنا بأنّها تدل على استحباب الاحتياط فلا يجوز للمجتهد أن يفتي بالاستحباب بل يجوز له أن يقول بجواز اتيان العمل برجاء المطلوبية لأنّه انقياد ، وكل انقياد حسن عقلا وراجح شرعا ، فهذا حسن عقلا وراجح شرعا.
__________________
١ ـ مستدرك الوسائل : ص ٤٢٨ باب استحباب تسريح اللحية الحديث ١.