أأبىّ إن تصبح
رهين مودّا |
|
زلج الجوانب
قعره ملحود ... |
أبو عمرو : المودّأة : المهلكة والمفازة ، وهي في لفظ المفعول به ... وقال ابن الاعرابي : المودّأة حفرة الميت ، والتودئة الدفن.
وفي التاج شارحا متن القاموس : ( و ) قال أبو عمرو ( المودّأة كمعظّمة : المهلكة والمفازة ) جاءت على لفظ المفعول به ، ... وقال ابن الاعرابي : المودّأة : حفرة الميت ، والتودئة الدفن ، وانشد :
لو قد ثويت
مؤدّا لرهينة |
|
زلج الجوانب
راكد الأحجار |
( وودّأ عليه الأرض توديئا : سوّاها ) عليه ، قال زهير بن مسعود الضبيّ يرث أخاه أبيّا :
أأبيّ إن تصبح
رهين مودّإ |
|
زلج الجوانب
قعره ملحود ... |
فكلماتهم صريحة في أنّ المودّأة هي المفازة والمهلكة ، وأنّها جاءت على لفظ المفعول ، لأنّ القياس يقتضي أنّ تكون « مودّئة » على صيغة الفاعل ، وأما حفرة الميت ، فان الوحيد الذي نقلها هو أبو عبيد عن ابن الأعرابيّ.
فهل هي من قولهم « ودّأتنا الأرض غيّبتنا » وقولهم « تودأت عليه الأرض فهي مودّأة » وجاءت على لفظ المفعول؟ أم من قولهم : « ودّأت عليه الأرض توديئا سوّيتها عليه فهي مودّأة » اسم مفعول على القياس؟
ظاهر استعمالاتهم وكلماتهم أنّها من الثاني ، لأنّهم أنشدوا عنده قول زهير بن مسعود الضبي في رثاء أخيه أبيّ كما في اللسان وغيره.
وبما أنّه كذلك فصل السيّد المصنّف « المودّأ » بمعنى القبر عن المودّأة بمعنى المفازة والمهلكة ، لأنّ اللفظة الأولى على القياس ، والثانية على لفظه المفعول ، مع أن حقّها ان تكون على لفظة الفاعل.