ثم من الناس من
احتج بجواز القرعة والعمل بها ـ بهذه الآية ؛ حيث ضمّها زكريا ـ مريم ـ إلى نفسه ، لما خرجت القرعة
له ؛ لكن القرعة في الأنبياء لتبيين الأحق من غيره ؛ لوجهين :
لحق الوحي.
والثاني :
لظهور إعلام في نفس القرعة ؛ ما يعلم أنه كان بالله ذلك لا بنفسه ؛ كارتفاع القلم
على الماء ، ومثل ذلك لا يكون للقلم ، والمحق من المبطل ، وفيما بين سائر الخلق ؛
لدفعهم التهم ؛ فهي لا تدفع أبدا.
ويحتمل استعمال
القرعة فيها لتطييب الأنفس بذلك ، أو علموا ذلك بالوحي ، فليس اليوم وحي ؛ لذلك
بطل الاستدلال لجواز العمل بالقرعة اليوم ، والله أعلم.
أو كان ذلك آية
، والآية لا يقاس عليها غيرها ؛ نحو : قبول قول قتيل بني إسرائيل ـ
__________________