(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ...) إلى آخر السورة ، يرده ما أخرجه الحاكم عن عائشة أنها قالت : نزلت هذه الآية بعد نزول صدر السورة بسنة ...
ثم قال الشيخ ابن عاشور : وهذا يعنى أن السورة كلها مكية ، والروايات تظاهرت على أن هذه الآية قد نزلت منفصلة عما قبلها ، بمدة مختلف في قدرها ، فعن عائشة أنها سنة ... ومن قال بأن هذه الآية مدنية ، يكون نزولها بعد نزول ما قبلها بسنين ...
والظاهر أن هذه الآية مدنية ، لقوله ـ تعالى ـ : (... وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ومن المعروف أن القتال لم يفرض إلا في المدينة ـ إن لم يكن ذلك إنباء بمغيب على وجه المعجزة (١).
٣ ـ والسورة الكريمة : زاخرة بالحديث الذي يدخل التسلية والصبر على قلب النبي صلىاللهعليهوسلم ، ويعلى من شأن القرآن الكريم ، ويرشد المؤمنين إلى ما يسعدهم ويصلح بالهم ، ويهدد الكافرين بسوء المصير إذا ما استمروا في طغيانهم ، ويذكّر الناس بأهوال يوم القيامة ... ويسوق لهم ألوانا من يسر شريعته ورأفته ـ عزوجل ـ بعباده ، وإثابتهم بأجزل الثواب على أعمالهم الصالحة.
__________________
(١) راجع تفسير التحرير والتنوير ج ٢٩ ص ٢٥٢ للشيخ ابن عاشور.