الفصل الثاني
في ذكر من مات بعد الأربعمائة من هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم)
٢٢ ـ فمنهم شيخنا السيّد الرضي محمّـد بن الحسين بن موسى بن محمّـد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليهالسلام ، فإنّه أجلّ من أن يوصف ، ولد سنة تسع وخمسين بعد الثلاثمائة ببغداد ، ومات رحمهالله يوم الأحد لثلاث بقين من المحرّم سنة ست وأربعمائة ، ودفن بداره بمسجد الأنباريّين بالكرخ ، ومضى أخوه المرتضى لمشهد الإمام الكاظم عليهالسلام من جزعه عليه؛ لأنّه لا يستطيع النظر إلى جنازته ، ثمّ نقل إلى كربلاء(١) ، وقد رثاه أخوه المذكور بقصيدة منها :
يا للرجال لفجعة جذمت يدي |
|
وودت لو ذهبت عليّ براسي |
ما زلت أحذر ورْدَها حتّى أتت |
|
فحسوتها في بعض ما أنا حاسي |
ومطلتها زمناً فلمّا صمّمت |
|
لم يثنها مطلي وطول مكاسي(٢) |
__________________
(١) اختلف في مكان قبره فقسم يقول إنّه دفن في مشهد الحسين في كربلاء وقسم في الكاظمية ذكر ذلك السيّد الحسن الصدر الكاظمي في (تحيّة القبور بالمأثور) عند ذكره المدفونين في كربلاء من الأعلام «منهم إبراهيم الأصغر بن الإمام الكاظمعليهالسلامقبره خلف ظهر الحسينعليهالسلام بتسعة أذرع وهو الملقّب بالمرتضى وهو المعقّب المكثر ، جدّ المرتضى والرضي ومعه جماعة من أولاده ـ وكانت قبورهم ظاهرة ولمّا عمر الحرم العمارة الأخيرة محو آثارهم ومعهم قبر السيّد المرتضى والسيّد الرضي وأبيهما وجدّهما موسى الأبرش ، ومال الشيخ حرز الدين إلى القطع بدفن الشريفة بالكاظمية مراقد المعارف ١/٣٠٥ ـ ٣٠٦.
(٢) القصيدة في ديوانه وهي مكوّنة من ٦١ بيت مطلعها :
قدني إليك فقد أمنت سماسي |
|
وكفيت مني اليوم خدق مراسي |
ولقيتني متخشّعاً لا يرتجى |
|
نفعي ولا يخشى بعيشة باسي |
ينظر ، ديوان السيّد المرتضى ، مصر : ١٩٥٨ ، ٢/١٣١.