أجل التأكّد من وجود القرآن مكتوباً بكامله ، فيكون الأمر من قبيل مراجعة نصوص القرآن المجيد ، وإلاّ فإنّه لو لم يكن مكتوباً لتعذّرت كتابته في تلك الفترة القصيرة.
وبعد أن أشار الشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) في أثره المسائل السروية(١)بأنّ عليّاً عليهالسلام قدّم في مصحفه المنسوخ على الناسخ قال : «وكتب فيه تأويل بعض الآيات وتفسيرها بالتفصيل».
وأورد مسلم أنّ عليّاً عليهالسلام قد جمع القرآن المنـزل من أوّله إلى آخره وألّفه على حسب النزول ، فقدّم المكّي على المدني والمنسوخ على الناسخ ، وأضاف شرحاً وتفسيراً بما يناسبه ، وذكر فيه بيان المحكم والمتشابه والسبب في النزول(٢).
وإذا كان جمع القرآن حسب النزول فهذا يعني أن يبتدئ بسورة العلق إلى آخر ما نزل من القرآن على اختلاف الروايات ، ولم نعثر على نسخة خطّية للقرآن الكريم بهذا المعنى. قال ابن سيرين : «لو أصبتُ ذلك الكتاب كان فيه العلم»(٣).
وإذا لم يكن ابن سيرين قادراً على اقتناء ذلك الكتاب أو رؤيته فكيف بنا وقد ابتعدنا عن ذلك العصر أكثر من أربعة عشر قرناً؟!
يقول الشهرستاني في مقدّمة تفسيره : «كان الصحابة متّفقين على أنّ
__________________
عبد خير عن عليٍّعليهالسلام أنّه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فأقسـم أن لا يضع عن ظهره رداءه حتَّى يجمع القرآن. فجلس في بيته ثلاثـة أيّام حتّى جمع القرآن.
(١) انظر : المسائل السروية : ٧٩ المسألة التاسعة.
(٢) لم نعثر عليه ولكن انظر : الاستذكار ٢/٤٨٥ ، وفتح الباري ٩/٣٨.
(٣) مؤلّفوا الشيعة : ١٣.