مَكْنُون)(١) ، وأوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين ، وهو من الأحاديث الصحيحة المتواترة التي رواها الفريقان(٢).
ولذلك أجمع فقهاء المدرسة الإمامية على أنّ أشرف العلوم قدراً وأعلاها منـزلة هو العلم بمعاني القرآن الكريم ، وقد اهتمّ علماؤنا بتفسير كلام الله المجيد ، وأصبح القرآن الكريم في المدرسة الإمامية محور المعرفة الإسلامية في التشريع والفقه والفلسفة والكلام والعرفان والأخلاق.
وعندما نتحدّث عن نشأة التفسير وتطوّره وعن مناهج المفسّرين وطرقهم فإنّنا نريد أن نبيّن اهتمام المدرسة العلمية السائرة على هدى أهل البيت عليهمالسلام بالقرآن الكريم باعتباره الأصل الأوّل من أصول مباني الإسلام في المعرفة والتشريع ، فـ : التفسير هو : «إيضاح مراد الله تعالى من كتابه العزيز ، فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والاستحسان ولا على شيء لم يثبت أنّه حجّة من طريق العقل أو من طريق الشرع ، للنّهي عن اتّباع الظنّ وحرمة إسناد شيء إلى الله بغير إذنه ، قال الله تعالى : (قُلْ ءَآللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)(٣) ... إلى غير ذلك من الآيات والروايات الناهية عن العمل بغير العلم. والروايات الناهية عن التفسير بالرأي مستفيضة من الطريقين ... ولابدّ للمفسّر من أن يتّبع الظواهر التي يفهمها العربي الصحيح ، أو يتّبع ما حكم به العقل الفطري الصحيح ، فإنّه حجّة من الداخل
__________________
(١) سورة الواقعة ٥٦ : ٧٧ ـ ٧٨.
(٢) الأُصول الستّة عشر : ٨٨ ، بصائر الدرجات : ٤٣٣ ـ ٤٣٤ ح ٣ ـ ٥ ، دعائم الإسلام ١/٢٨ ، مسند أحمد ٣/١٤ و١٧ و٢٦ و٥٩ ، سنن الدارمي ٢/٤٣٢ ، فضائل الصحابة للنسائي : ١٥ ، المستدرك للحاكم ٣/١٠٩ و١٤٨ ، مسند ابن الجعد : ٣٩٧.
(٣) سورة يونس ١٠ : ٥٩.