من الله المسيح عيسى بن مريم والحمل من غير فحل ، ولعلّ تكرار الاصطفاء في الآية الشريفة لأجل اختلاف مورد الاصطفاء في الموضعين ، فالأوّل بلحاظ ما سبق من الكمالات والصفات الحسنة ، والثاني باعتبار ما يأتي ، والآية الشريفة في مقام بيان فضلها وتقدّمها على سائر النساء من الجهات التي ذكرها الله تعالى في القرآن ، وأهمّها الحمل من غير أب ، فيكون التقدّم على سائر النساء من هذه الجهة ، وأما غيرها ، فقد يشترك معها شخص آخر ، ولا ينافي أن تكون امرأة اخرى أفضل منها من جهة اخرى ، فقد وردت أحاديث متواترة بين المسلمين على أن فاطمة الزهراء عليهاالسلام سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنّة ، فهي بضعة النبيّ صلىاللهعليهوآله وهي الطاهرة المطهّرة المعصومة ، وهي زوج علي بن أبي طالب وام السبطين سيدي شباب أهل الجنّة ، وقد أخرج ابن عساكر عن ابن عباس أنه قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : سيدة نساء أهل الجنّة مريم بنت عمران ، ثم فاطمة ، ثم خديجة ، ثم آسية امرأة فرعون».
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ، أحناهن على ولد في صغره ، وأرعاهن على بعل في ذات يده ، ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت بعيرا ما فضلت عليها أحدا» ، والمراد من نساء قريش بعضهن لا جميعهن. وأخرج ابن حريز عن فاطمة عليهاالسلام قالت : «قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت سيدة نساء أهل الجنّة إلا مريم البتول».
وفي الدر المنثور : أخرج أحمد والترمذي وابن المنذر وابن حبان والحاكم عن أنس : «ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون».
وفيه : أخرج ابن عساكر عن طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «أربع نسوة سادات عالمهن مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله وأفضلهن عالما فاطمة».
وفي الخصال : بإسناده عن أبي الحسن الأوّل موسى بن جعفر عليهالسلام قال : «قال