بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
القول في تأويل قوله تعالى :
(ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) (١)
(ص) بالسكون على الوقف. وقرئ بالكسر والفتح. اسم للسورة ، على القول المتجه عندنا فيه وفي نظائره. لما قدمنا غير ما مرة. وقيل : قسم رمزي ، وإليه نحا المهايميّ. قال : أقسم الله سبحانه وتعالى بصدق محمد صلىاللهعليهوسلم الذي اعترف به الكل في غير دعوى النبوة ، حتى صدقه أهل الكتابين في إخباره عن الغيوب ، الدال على الصدق في دعوى النبوّة. أو بصفائه عن رذائل الأخلاق وقبائح الأفعال الدال على صفائه عن نقيصة الكذب. أو بصعوده في مدارج الكمالات ، الدال على صعوده في مدارج القرب من الله ـ أو بصبره الكامل هو لوازم الرسالة على أنه رسوله. انتهى.
(وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) أي الشرف الدال على حقيقته وصدقه. أو التذكير ، كآية (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) [الأنبياء : ١٠] ، والجواب محذوف لدلالة السياق عليه. أي إنه لحق. وقوله :
القول في تأويل قوله تعالى :
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) (٢)
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ) أي كبر (وَشِقاقٍ) أي عداوة للحق والإذعان له. إضراب عما قبله. كأنه قيل : لا ريب فيه قطعا. وليس عدم إيمان الكفرة به لشائبة ريب ممّا فيه. بل هم في حميّة جاهلية وشقاق بعيد لله ولرسوله. ولذلك لا يذعنون له. وقيل : الجواب ما دل عليه الجملة الإضرابية. أي ما كفر به من كفر لخلل وجده فيه. (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) ثم أوعدهم على شقاقهم بقوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) (٣)