إذن فالبداء باب
من أبواب العبادة ، وهذا لا يتناسب مع فكرة الندم والجهل كما أشكلوا.
ومنها : إنّ
البداء فرض من الأسس والأركان التي أخذ على الأنبياء حينما أرسلوا الالتزام به ،
كما يفهم ممّا رواه الكليني (قده) بسند صحيح إلى الريان بن السلط. قال : سمعت أبا
الحسن الرضا عليهالسلام يقول : «ما بعث الله تعالى نبيّا قطّ إلّا بتحريم الخمر ،
وأن يقرّ لله تعالى بالبداء» . وهذا لا يتناسب أيضا مع ما أشكلوا به.
ومنها : انّ
الكلام في البداء والتحدّث به ، فيه أجر كبير كما روى الكليني (قده) بسنده إلى
مالك قال : «سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لو علم الناس ما في البداء من الأجر ، ما فتروا عن
الكلام فيه» ، وهذا يشعر بأنّ فكرة البداء لها مدلول تربوي في حياة
الإنسان. بينما لا يوجد حثّ على النظر في كيفية علم الله تعالى.
ومنها : ما يدلّ
على أنّ البداء لا يعني التغيير في علم الله تعالى ، كما فيما روى الكليني (قده)
عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ما بدا لله في شيء إلّا كان في علمه قبل أن يبدو له»
.
ومنها : ما يدلّ
على أنّ البداء تأكيد لاختيار الله تعالى وسلطانه ، كما في رواية الريّان المتقدمة
، مضافا إليها ـ بعد قوله ، وأن يقرّ لله بالبداء ـ قوله : «وانّ الله يفعل ما
يشاء» ، إذن ، ينبغي أن يفسّر البداء على ضوء الاختيار والسعة في المشيئة ، في
قبال من يدّعي ضيقا في المشيئة ، لا في قبال من يفسّر البداء بالمعنى اللغوي
المتقدّم.
وهذه الخصائص ،
خصائص إجمالية وردت كلها في روايات معتبرة.
__________________