الأرض ، ولا يبذرها ، ولا يسقيها ، فيمتنع عن جني ثمر منها ، لأن العلة غير موجودة ، إن أريد بالشرط الإعدادي أنه هكذا يقرّب نحو الإمكان المقابل للامتناع بالغير ، فهذا معناه أنه يقرب نحو وجود العلة ووجود المؤثّر ، إذن فلا بد في المرتبة السابقة على هذا التقريب ، أن نفترض أنه مؤثر لكي يكون مقربا نحو وجود العلة ، لأن الامتناع بالغير يزال بوجود العلة ، إذا المقرّب نحو الإمكان ، والمبعّد عن الامتناع بالغير يعني ما يكون محققا لبعض أجزاء العلة. وعليه فلا بدّ في المرتبة السابقة على وظيفته ، وهي كونه مزيلا للامتناع بالغير ، أن يفرض أنه جزء العلة وله دور «ما» في إيجاد المعلول ، لكي يكون وجوده مقربا نحو اللّاامتناع بالغير.
وكلامنا في هذا الدور حيث يقال : إنّه كيف يكون دخيلا وله دور في إيجاد المعلول والحال أنه متقدم أو متأخر عنه في الوجود؟ وإن أريد بالشرط المعدّ ، أنه مقرّب للأثر نحو الإمكان بمعنى ثالث وهو الإمكان الاستعدادي في المادة ، كما في البيضة ، فإنه يمكن ذاتا أن تتحول إلى دجاجة ، لكن تحتاج إلى إمكان استعدادي كدرجة معينة من الحرارة ، ووضع معين لها ، وحينئذ ينشأ فيها بالتدريج إمكان استعدادي كدرجة معينة من الحرارة ، ووضع معين لها ، وحينئذ ينشأ فيها بالتدريج إمكان استعدادي لكي تتقبّل صورة الفرخ. فإن كان المراد بالإمكان الاستعدادي هذا ، بأن نفترض أن الشرط المتقدم يعطي للشيء الإمكان الاستعدادي لإيجاد المصلحة خارجا ، حينئذ نقول : إن هذا الاستعداد والتهيؤ ، إن فرض كونه مجرد أمر اعتباري انتزاعي ينتزعه العقل ، فمن غير المعقول أن يكون الأمر الاعتباري مؤثرا ودخيلا حقيقة في إيجاد شيء في الخارج وهو المصلحة. وإن فرض كونه أمرا حقيقيا وحالة معينة في البيضة تنشأ من ناحية هذه المقدمات الإعدادية ، وتبقى إلى أن تكتمل سائر أجزاء العلة ، ويصبح البيض دجاجا ، فمعنى هذا إذن أن هذا شرط مقارن وليس متقدما ، لأنه أصبح مؤثرا في إيجاد الدجاجة ، بعد أن بقي محفوظا بالمادة حتى قارن مع وجود الدجاجة وهذا يرجع إلى ما ذكرنا سابقا من أن الشرط