رسالتك وأمتك ،
ودورك القيادي الرائد في حمل أعباء الإسلام الذي ختمته ببذل دمك الطاهر في سبيل
الله تعالى.
أين مني كل هذا يا
سيدي ، ولا أبلغ عشر عشره!.
أجل يا سيدي ، كنت
عظيما على العظماء وسيدا حقا في كل منقبة ، وقد حكيت أجدادك المعصومين في كل بطولة
، كما تحكي الفروع الأصول.
وهكذا عشت عظيما
واستشهدت عظيما!.
فسلام الله عليك
أيها الإمام الشهيد ، يوم ولدت ، ويوم نشرت الحق ، وأسّست أصول العلم والمعرفة
والإيمان ، ويوم جاهدت أعداء الإنسانية للذّود عن كرامة الأمة ، ويوم استشهدت بيد
أخسّ وأنجس خلق الله في هذا العصر.
وسلام عليك يا
سيدي يوم تبعث حيّا مع آبائك وأجدادك رسول الله (ص) ، وعلي والحسين (ع) وسائر
الشهداء والصدّيقين وحسن أولئك رفيقا.
وأمّا هذه البحوث
التي بين يديك ، فهي مجموعة الدراسات التي ألقاها سيدنا الشهيد الصدر (قده) في علم
الأصول ، في الدورة الثانية ، حسب منهج الدراسات العليا لبحوث هذا العلم خلال ما
يقارب الاثنتي عشرة سنة ، قدّر لي أن أوفق لحضورها وتلقيها وتقريرها ، من أولها
إلى آخرها.
أسأل الله تعالى
أن يوفقني لنشرها ، عساها تكون رائدة في حركة هذا العلم ، مساهمة في تطويره ،
ينتفع بها العلماء والمحققون الذين سوف يجدون فيها الكثير من التجديد والإبداع في
المنهج والمعطيات.
وقد رأيت أن أفرد
هذا التمهيد ، وتقسيم مباحث هذا العلم ، وهذا التقييم الموجز لمدرسة السيد الشهيد
الصدر (قده) في جزء خاص ، ومن ثمّ أتبعه بالجزء الثاني مستوعبا فيه تمام بحوث
الوضع ، ومعاني الحروف والنسب والأسماء ، ومن ثمّ تتلاحق بقية البحوث في مجموعتين
لتستوعب في المجموعة الأولى مباحث الدليل اللفظي ، وفي المجموعة الثانية مباحث
الأصول العملية.