قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]

    موسوعة القرآن العظيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]

    المؤلف :دكتور عبد المنعم الحفني

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :مكتبة مدبولي

    الصفحات :1244

    تحمیل

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]

    385/1244
    *

    ولفظةpre eternity أوacternitas a parte ante إذن لا تساوى فى معناها الأزل العربية ، والله تعالى أزلى أبدى حيث الأبد والأزل صفتان أظهرتهما الإضافة الزمانية لتعقل وجوب وجوده ، ولا شىء من ذلك عند اليهود والنصارى ، وأما من ناحية تقسيم الأفعال بحسب الزمن ، فإن المستشرقين يدّعون أن القرآن لا يوجد به إلا الأزمنة البسيطة ، وهى الأزمنة الأصلية : الماضى ، والحاضر ، والمستقبل ، والأمر ، وأما الأزمنة المركبة فلا وجود لها فى كتب النحو العربى. والزمن المركب كالماضى التام ، والحاضر التام ، والماضى المستمر ، والحاضر المستمر ، والمستقبل القريب. وهذه الأزمنة إن خلت منها كتب النحو إلا أنها موجودة فى الكلام العادى ، والناس قد يقولون : انتظرتك ، وقد انتظرتك ، وظللت أنتظرك ، وبينما كنت انتظرك ، وسأظل أنتظرك ، ولسوف أنتظرك ، وسأنتظرك ، وها أنا ذا انتظرك ، وكلها تستوفى الأزمنة المركبة أكثر مما فى اللغات الآرية. وأيضا فإن المستشرقين يزعمون أن التوراة وكذلك الأناجيل والقرآن ، وكلها كتب سامية تناولت التاريخ كأساطير ، وخلت من تحديد تاريخ أى حدث أو واقعة ، ودللوا بذلك على عدم الدراية بالزمن وبالتاريخ عند الساميين ، وذلك صحيح فعلا بالنسبة للتوراة والأناجيل ، ولكنه غير صحيح بالنسبة للقرآن ، فنحن نعرف تحديدا وبالتواريخ مناسبة كل سورة وآية فى القرآن ، وأسباب نزولها ، والشخوص التى ارتبطت بها ، وعلى ذلك فإدراك التاريخ عند المسلمين هو إدراك خاص وليس عاما كما فى التوراة ، والغريب أن الآريين لا شىء عندهم من المؤلفات أو الآثار يثبت لهم الإدراك العام أو الخاص للتاريخ ، وأما علم التاريخ فذلك من العلوم الحديثة عند الغربيين ، وكان من العلوم الثقات عند المسلمين قبل الآربين بقرون. والفرق بين الحدث فى التوراة والحدث نفسه فى القرآن ، أن يرد فى التوراة سردا كحدث من الأحداث ، أو عرضا كتاريخ لشعب اليهود ، وكتعبير عن تضخم الذات عند هذا الشعب ، بينما قد يرد هذا الحدث فى القرآن قصدا للعبرة والاعتبار. والفرق بين مفهوم التاريخ فى القرآن ومفهومه عند اليهود أو عند الآريين ، كالفرق بين الأدب كفن فى القرآن ومرادفه literature عند اليهود والآريين ، ففي العربية يرتبط الأدب بالتربية ، وبالتأديب ، وفى غير الغربية فإنه علم الحروف أو الكلام لا غير. والتاريخ بمعيار القرآن ليس تراكم أحداث ، وإنما عملية انتقاء من الأحداث لما يكون فيه الاعتبار والعظة ، ولما يفيد فى تربية المسلم ويصلح أن يحيل على حاضره ، فيكون الحدث الوارد بمثابة الإشارات والتلميحات بما ينبغى على المسلم أن يفعله فى مثل هذه الحالات ، وإذا صادفته مثل تلك الأحداث. وانظر إلى طريقة العنعنة فى رصد تاريخ الأحاديث ، أو إلى التأليف فى التاريخ بحسب السنوات كما عند الجبرتى ، أو تقسيمه