أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ (٤٤) وَسَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ (٤٥) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (٤٦) فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ) (إبراهيم). وأما المؤمنون فكما جاء بالحديث : «يحبسون يوم القيامة بقنطرة بين الجنة والنار ، فيتقاضون مظالم كانت بينهم فى الدنيا ، حتى إذا نقّوا وهذّبوا أذن لهم بدخول الجنة».
* * *
١٢٤٧ ـ العتيق والمكاتب والمدبّر
العتق فى اللغة : هو الخلوص ، وفى القرآن : (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (٢٩) (الحج ٢٩) ، وهو البيت الحرام ، قيل سمى كذلك لأن الله أعتقه من أن يتسلّط عليه جبّار بالهوان إلى انقضاء الزمان ، أو أن الله عزوجل يعتق فيه رقاب المذنبين من العذاب ، أو لأنه بيت العبادة لأمة جعلت من أهدافها عتق الفاسق من العبودية لغير الله. ولم توجد ديانة ، ولا ملّة ، ولا مذهب سياسى قال بتحرير الرقيق كما جاء فى الإسلام ، والرقّ اليوم هو الاستعمار الجديد ، والإمبريالية الرأسمالية ، والتسلّط اليهودى على العالم ، ولا فرق بين استيراد الزنوج إلى أمريكا وغيرها قديما غصبا عنهم ، واستيراد الزنوج الجدد من أصحاب المؤهلات من مختلف البقاع تحت اسم الهجرة. وفى اليهودية أن الإسرائيلى إذا ابتاع عبدا إسرائيليا فله أن يخدمه ست سنوات ، وفى السابعة يخرج حرا مجانا ، وإن كانت له زوجة تخرج زوجته معه ، وإن زوّجه مولاه فولدت له فالمرأة وأولادها ملك سيده ، ويخرج هو وحده ، وإن رفض أن يخرج وحده وآثر أن يظل مع أسرته ، ثقب له مولاه أذنه ، فيخدمه أبد الدهر. ويمكن للإسرائيلى أن يبيع ابنته أمة ، وليس لمن يشتريها أن يبيعها لقوم غرباء ، وإن تزوّجها أو زوّجها لابنه ، فعليه أن يعاملها معاملة بناته فلا ينقصها طعامها ، ولا كسوتها ، ولا أوقاتها التى يبيتها معها ، فإن أخلّ واحدة منها فليس له عليها سلطان ، وتخرج من بيته مجانا بلا ثمن (الخروج ٢١ / ٢ ـ ١١). ويمكن للأخ أن يبيع نفسه لأخيه رقيقا ، وعلى الأخ أن لا يعامله كرقيق بل كأجير ، ويظل هكذا إلى سنة اليوبيل ، ثم يعود حرا (الأحبار ٢٥ / ٤٠ ـ ٤١). وللإسرائيليين أن يستعبدوا من الأمم من حولهم ، ومن أبناء الغرباء المقيمين فى إسرائيل ، ويكونون لهم ملكا ، ويورثونهم لبنيهم من بعدهم إرث الملك ، ويستخدمونهم أبدا ، وإذا ابتاع أجنبى إسرائيليا ، فعلى قومه أن يحرروه شراء من الأجنبى (الأحبار ٢٥ / ٤٧ ـ ٤٩). وإذا أبق عبد إسرائيلى إلى الإسرائيليين ، فعليهم ألا يسلّموه (تثنية الاشتراع ٢٣ / ١٥).