قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]

    موسوعة القرآن العظيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]

    المؤلف :دكتور عبد المنعم الحفني

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :مكتبة مدبولي

    الصفحات :1244

    تحمیل

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]

    355/1244
    *

    لنفسه له عذاب بئيس ، ويظل ظلمه يتابعه ويلاحقه ، ويطلق النفسانيون على ذلك اسم الندم ، وعذاب الضمير. ولا معذرة للظلم ، ولا فداء به ؛ والظلم من شيم الطغاة وهو أنسب لهم ؛ والهجرة من حق المظلوم. ويؤذن له أن يقاتل بأنه ظلم ، وأن ينتصر من بعد. ومن الظلم : العدوان ، والزور ، وهضم الحقوق ، والعلو ، وقد يأتيه الفرد كما تأتيه الجماعة ، ولا يورث ، وقد ينجب الظالم محسنا. ومن دأب الظالمين الشقاق البعيد ، وبعضهم أولياء بعض ، ولا يزدادون إلا خسارا وتبارا.

    والآيات فى الظلم كثيرة فى القرآن ، ويتكرر وروده بها ٣٠٨ مرة ، وفى الحديث : «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما» ، وقيل : يا رسول الله ، هذا تنصره مظلوما ، فكيف تنصره ظالما؟ قال «تأخذ فوق يديه» ، فكنّى به عن كفّه عن الظلم بالفعل إن لم يكفّه القول ، وعبّر بالفوقية إشارة إلى اللجوء إلى الشدّة معه. وفى رواية قال : «يكفّه عن الظلم ، فذاك نصره إياه». ونصر الظالم ، بمنعه من الظلم. من تسمية الشيء بما يئول إليه ، وهو من وجيز البلاغة. وفى قوله تعالى : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) (النساء ١٤٨) ، وقوله : (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) (الشورى ٣٩) ، أن للمظلوم أن ينتصر بمثل ما ظلم وليس عليه ملام ، وله أن يجهر بالسوء : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤٢) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (٤٣) وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) (الشورى) ، وكأنه يدعو المظلوم أن يعفو عن الظلم : (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (الشورى (٤٠) أو أن يردّ الظلم بالمثل : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (الشورى ٤٠). وفى الحديث : «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» ، يعنى أن ظلمات الظالم تكتنفه وتحيط به يوم القيامة فلا يغنى عنه ظلمه. وقد ينتصر المظلوم بالدعاء على الظالم ، وفى الحديث : «اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب» ، وفى دفع الظلم قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قتل دون ماله فهو شهيد» ، وفى رواية : «من أريد ماله ظلما فقتل فهو شهيد» ، وفى الحديث عند مسلم قيل : أرأيت يا رسول الله ، إن جاء رجل يريد أخذ مالى؟ قال : «فلا تعطه» ، قال : أرأيت إن قاتلنى؟ قال : «فقاتله» ، قال : أرأيت إن قتلنى؟ قال : «فأنت شهيد» ، قال : أفرأيت إن قتلته؟ قال : «فهو فى النار» ، والحديث فيه : أن للإنسان أن يدفع الظلم عن نفسه وماله ، ولا شىء عليه ، وهو شهيد إذا قتل ، وإذا قتل فلا قود ـ أى قصاص ـ عليه ، ولا دية ـ أى تعويض. وقصاص الظالمين يوم القيامة أن يأتيهم العذاب : (فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلى