باسم من تلك الأسماء قالوا : يا رسول الله ، إنه يغضب من هذا فنزلت الآية. وقيل : كان الرجل يعيّر بعد إسلامه بكفره يقال له : يا يهودى ، يا نصرانى ، فنزلت.
١١ ـ وفى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (١٢) : قيل : نزلت فى رجلين من أصحاب النبىّ صلىاللهعليهوسلم اغتابا رفيقهما ، وكان النبىّ صلىاللهعليهوسلم إذا سافر ضم الرجل المحتاج إلى رجلين موسرين فيخدمهما نظير طعامه ، فضم سلمان إلى رجلين ، فنام سلمان ولم يصنع طعاما لهما ، فجاءا وأرسلاه إلى النبىّ صلىاللهعليهوسلم يستقضى لهما طعاما فلم يجد ، وذهب إلى أسامة خازن النبىّ صلىاللهعليهوسلم فلم يجد ، فاغتابا سلمان وأسامة ، فرآهما النبىّ صلىاللهعليهوسلم فقال : «ما لى أرى خضرة اللحم فى أفواهكما؟» فقالا : يا نبىّ الله والله ما أكلنا فى يومنا هذا لحما ولا غيره ، فقال : «ولكنكما ظللتما تأكلان لحم سلمان وأسامة» ، فنزلت الآية.
١٢ ـ وفى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (١٣) : قيل : يعنى من آدم وحواء ، والآية نزلت فى أبى هند وكان يعمل حجّاما ، والناس يأبون لهذا أن يزوّجوه ، فطلب رسول الله من بنى بياضة أن يزوّجوه امرأة منهم ، فعابوا ذلك ، وقالوا : نزوّج بناتنا موالينا؟ فأنزل الله تعالى الآية. وقيل كذلك : إن الآية نزلت فى أبى هند خاصة. وقيل : نزلت فى ثابت بن قيس بن شماس ، وكان قد دخل المسجد وطلب من أحد الجالسين أن يتفسّح له ، وناداه باسم أمه : ابن فلانة ، فقال النبىّ صلىاللهعليهوسلم «من الذاكر فلانة»؟ فقال ثابت : أنا يا رسول الله ، فقال النبىّ صلىاللهعليهوسلم : «انظر فى وجوه القوم» ، فنظر ثابت فسأله النبىّ صلىاللهعليهوسلم : «ما رأيت؟» قال : رأيت أبيض وأسود وأحمر. فقال : «فإنك لا تفضلهم إلا بالتقوى» ، فنزلت الآية فى ثابت. وقيل : إن بلالا يوم فتح مكة علا على ظهر الكعبة وأذّن ، فلم يعجب ذلك البعض ، ومنهم عتّاب بن أسيد بن أبى العيس ، فقال : الحمد لله الذى قبض أبى حتى لا يرى هذا اليوم! وقال الحارث بن هشام : ما وجد محمد غير هذا الغراب مؤذنا؟! وقال سهيل بن عمرو : إن يرد الله شيئا يغيّره. وقال أبو سفيان : إنى لا أقول شيئا ، أخاف أن يخبر به ربّ السماء! فأتى جبريل النبىّ صلىاللهعليهوسلم وأخبره بما قالوا ، فدعاهم وسألهم عمّا قالوا ، فأقرّوا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، يزجرهم عن التفاخر بالأنساب ، والتكاثر بالأموال ، والازدراء بالفقراء ، فإن المدار على التقوى وليس على الحسب والنسب والمال.
١٣ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ ...) (١٣) : قيل : نزلت فى سؤالهم للنبىّ صلىاللهعليهوسلم : من أكرم الناس؟ فقال : «يوسف بن يعقوب» ، قالوا : ليس عن هذا