النون في «إن» ، وتشدّد في «هذان» ، وفي قراءة حفص تخفف النون في «إنّ» وفي «هذان» بالألف ؛ وفي قراءة ابن عمرو تشدد «إن» وتخفف النون في «هذين».
* * *
٧. هل رسم المصحف توقيفي أم اصطلاحى؟
هو اصطلاحى وإن كان البعض قالوا إنه توقيفي ، بدليل حديث النبىّ صلىاللهعليهوسلم لمعاوية وهو من كتبة الوحى : «ألق الدواة (يعنى أصلح مدادها) ، وحرّف القلم (يعنى رفّع سنّه) ، وانصب الباء ، وفرّق السين ، ولا تعوّر الميم ، وحسّن الله ، ومدّ الرحمن ، وجوّد الرحيم ، وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك» ، إلا أن الحديث ليس للرسم وإنما لتجويد الخط ، ولا شك أن الرسم العثمانى الآن مدعاة للبس في القراءة ، والإجماع على أنه تجوز مخالفته ، ولم يحدث أن اصطلح الصحابة على هذا الرسم ، والمصحف الآن يجب كما يقول العزّ بن عبد السلام : أن يكتب لعامة الناس باصطلاحات معروفة لهم ، وشائعة عندهم ، ولا تجوز كتابته بالرسم العثمانى. (انظر أيضا عن اللحن في القرآن ضمن باب «الإسرائيليات والشبهات والإشكالات في القرآن).
* * *
٨. توقيفية قراءة القرآن
في الحديث عند البخارى ، أن النبىّ صلىاللهعليهوسلم قال : «أنزل القرآن على سبعة أحرف ، كلها شاف كاف ، فاقرءوه كيف شئتم». والأحرف : هى القراءات التى يتوجب قراءة القرآن بها ، وهى بوحى من الله إلى النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، وفي الاصطلاح : هى قراءات توقيفية ، منصوص عليها من الله تعالى بطريق نبيّه صلىاللهعليهوسلم. والصحابة وقفوا عند الألفاظ المنزّلة ولم يتجاوزوها ، ولم يقرأ كل واحد منهم بحسب هواه ، ولكنهم كانوا يردّون ويصوّبون بعضهم البعض ، حتى أنه كادت تحدث بسبب ذلك فتنة أثناء غزوة أرمينية ، وشهدها حذيفة بن اليمان ، فجاء إلى عثمان يحذّره وقال : إن الناس قد اختلفوا في القرآن ، حتى أنى والله لأخشى أن يصيبهم ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف!
والاختلاف كان منذ عهد النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، وفي الرواية عند البخارى ومسلم وغيرهما ، أن عمر بن الخطاب قال : سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فاستمعت لقراءته ، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكدت أساوره في الصلاة (يعنى أثب عليه) ، فتصبّرت حتى سلّم ، فلببته بردائه (أى أخذته من طوق ردائه) ، فقلت : من أقرأك هذه السورة التى سمعتك تقرأ؟ قال : أقرأنيها رسول