لأنّ معك قوما لا
يقولون إذا أمسكت ، ويسكتون إذا نطقت ، ولا يسألون إذا أمرت ، ومع عليّ قوم يقولون
إذا قال ، ويسألون إذا سكت .
وكان باستطاعة
الإمام أن يرجع جيشه إلى الطاعة ، ويقضي على تمرّدهم وذلك بسلوكه لأمرين :
١ ـ إرشاء
الزعماء.
٢ ـ إعدام القادة
المتمرّدين.
وابتعد الإمام عن ذلك كأشدّ ما يكون
الابتعاد ، فلم يسلك في جميع فترات حياته طريقا ملتويا لا يقرّه الشرع ، ويأباه
ضميره الحيّ ، وقد أعلن الإمام عليهالسلام
ذلك في بعض خطبه قال :
«
وإنّي لعالم بما يصلحكم ، ويقيم أودكم ، ولكنّي لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي. أضرع
الله خدودكم ، وأتعس جدودكم! لا تعرفون الحقّ كمعرفتكم الباطل ، ولا تبطلون الباطل
كإبطالكم الحقّ! » .
لقد انساب جيشه
وراء الباطل وأمعنوا في اقتراف الإثم ، وكان باستطاعته أن يقيم أودهم ، ويصلح
شأنهم ، ولكن ذلك بارتكاب ما حرّمه الإسلام من الرشوة وغيرها.
احتلال مصر :
ولم تقف محنة
الإمام المظلوم عند حدّ ، فقد أخذت تتتابع عليه الكوارث والخطوب يتبع بعضها بعضا ،
فإنّه لم يكد ينتهي من قتال المارقين حتى ابتلي في أمر
__________________