له : يا قاتل
الأحبّة ، أيتم الله بنيك كما أيتمت بني ، وكانوا قد قتلوا في المعركة ، فأعرض
عنها ، ولم يجبها بشيء ، ومضى حتى دخل على عائشة ، فقالت له : ملكت فأسجح .
وأمرها
الإمام بمغادرة البصرة ، وأن تقرّ في بيتها كما أمرها الله ورسوله ، ولمّا قفل
راجعا استقبلته صفيّة بمثل ما قالت له أوّلا فردّ عليها الإمام قائلا :
«
لو كنت قاتل الأحبّة لقتلت من في هذا البيت ».
وأشار الإمام إلى
بعض البيوت ، وقد كمن فيه كثير من الجرحى فسكتت صفيّة وخافت عليهم ، وأراد من كان
مع الإمام البطش بهم فنهاهم عن ذلك.
لقد منح الإمام
العفو العامّ لألدّ أعدائه وخصومه الذين ناجزوه الحرب ، وخلعوا يد الطاعة ، فلم
يقابلهم بأيّ لون من ألوان العنف.
تسريح عائشة :
وعهد الإمام عليهالسلام إلى ابن عبّاس أن
يأتي إلى عائشة ويأمرها بالرجوع إلى بيتها في المدينة ، فاستأذن عليها فأبت أن
تأذن له ، فدخل عليها بلا إذن ، ومدّ يده إلى وسادة في البيت فجلس عليها فأنكرت
ذلك ، وقالت له :
أخطأت السّنة
مرّتين : دخلت بيتي بغير إذني ، وجلست على متاعي بغير أمري ..
فردّ عليها ابن
عبّاس بمنطقه الفيّاض قائلا :
والله! ما بيتك
إلاّ الذي أمرك الله أن تقرّي فيه .. إنّ أمير المؤمنين يأمرك أن ترجعي إلى بلدك
الذي خرجت منه ..
__________________