ابن معاوية وغيرهم من أهل الحرم ، وسموا بذلك لتشديدهم في دينهم. والحماسة الشدة.
والأحمس : هو الذي يهب نفسه أو يهبه أهله للآلهة فينصرف لشؤونها وخدمتها وهو نوع من الرهبنة وكانت الأمهات تتخذ هذه الصفة لأولادهنّ إن كتب لهنّ النجاح في حوائجهنّ كشفاء أمراض أولادهنّ وغيره.
وكانت للحمس صفات خاصة وطقوس معينة فيمتنعون عن أكل الطعام الذي يحملونه معهم إلى الحرم ، ولو كانوا حرما لا يدخلون بيتا من شعر ولا يستظلون إلا في بيوت من جلد ، وكانوا يتحرّجون من المرور في ظلّ أو الوقوف تحت سقف وهم حرم ولذلك صاروا يدخلون البيوت من أظهرها لئلا يظلّهم ظلّها أو يقفون تحتها. وقد حرم الإسلام هذه العادة فنزلت فيهم الآية المباركة وكانوا يطوفون حول البيت وهم عراة ويصفقون حين الطواف كما ورد في الآية الشريفة : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) [الأنفال ـ ٣٥].
في تفسير العياشي ومحاسن البرقي عن أبي جعفر الباقر (عليهالسلام) في قوله تعالى : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها). قال (عليهالسلام) : «يعني أن يأتي الأمر من وجهه أيّ الأمور كان».
أقول : هذا هو معنى الآية الشريفة على نحو الكلّي ، فيكون ما ورد في نزولها من باب ذكر بعض المصاديق.
في الكافي عن الصادق (عليهالسلام) : «الأوصياء هم أبواب الله التي منها يؤتى ، ولولاهم ما عرف الله عزوجل ، وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه».
أقول : في سياق هذه الرواية روايات أخرى متواترة ، ومعناها واضح لكلّ من كان له بصيرة ولو في الجملة في المعارف الإلهية والأحكام الشرعية. والمراد من قوله (عليهالسلام) : «ولولاهم ما عرف الله عزوجل» المعرفة الحقيقية لأنّهم الأدلاء على الله تعالى على نحو المطلوب لديه عزوجل.