«كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ».
أو كما قال عن الكافر في السورة نفسها :
«ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ».
يقول له ذلك على سبيل السخرية والتهكم ، فقد صار مدعي العزة او الشرف أذل الاذلاء وأشقى الاشقياء.
* * *
هذا وقد جاء في السنة المطهرة ما يؤكد أن الكرامة حق الكرامة في الايمان والتقوى ، فجاء الحديث : «كرم الرجل دينه». وقيل للنبي من أهل الكرم يا رسول الله؟. فأجاب : مجالس الذكر في المسجد. وسئل النبي عليه الصلاة والسلام : أي الناس أكرم؟. قال : أكرمهم عند الله أتقاهم. قالوا : ليس عن هذا نسألك. قال : فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله. قالوا : ليس عن هذا نسألك. قال : فعن معادن العرب تسألونني؟. قالوا : نعم. قال : فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا.
وكذلك قال رسول الله صادقا مصدوقا : «أنا أكرم الاولين الآخرين».
وهناك أشياء كثيرة يحسبها أهل الجهل ضد الكرامة ، مع انها من صميمها ، فالرجوع الى الحق بعد معرفته من صميم الكرامة ، والخضوع لهذا الحق مهما كان مرا من صميم الكرامة ، وترك التمادي في الباطل من صميم الكرامة ، والتزام العدل مع الصديق والعدو من صميم الكرامة ،