سمى الحسن والحسين (عليهماالسلام) سبطي الرسول (صلىاللهعليهوآله).
والأسباط في بني يعقوب كالقبائل في بني إسماعيل. وكانوا اثنى عشر سبطا كل سبط ينتهي إلى ولد من ولد يعقوب ، كل واحد منهم أمة وجماعة من النّاس ، قال تعالى : (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً) [سورة الأعراف ، الآية : ١٦٠] ولذلك لم يستعمل في القرآن إلّا جمعا. وسموا بذلك أيضا في التوراة وغيرها.
والنزول مساوق للإيتاء في الجملة ، لأنه يشمل الجواهر والأعراض والتشريعات قال تعالى : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) [سورة الحديد ، الآية : ٢٥] وقال تعالى : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى) [سورة الأعراف ، الآية : ٢٦]. وقال تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [سورة الحجرات ، الآية : ٢١]. وقال تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) [سورة المائدة ، الآية : ٤٤] إلى غير ذلك من موارد استعمالات هذه المادة في القرآن الكريم التي هي كثيرة جدا بهيئات مختلفة. فأصل المادتين ـ الإيتاء والإنزال ـ متحدتان في جامع قريب هو الإيصال والوصول ، إلّا أنه لوحظ في النزول الانحطاط من العلو في الجملة بخلاف الإيتاء ، لكنه إذا أضيف الممكن إلى الواجب بالذات والمخلوق إلى الخالق الغني بالذات ينطبق عليه الانحطاط من العلو ـ لوحظ ذلك أو لم يلحظ ـ ، فكل إيتاء منه عزوجل إنزال دون العكس.
ولعل الوجه في التعبير بالنسبة إلى إبراهيم (عليهالسلام) ومن تبعه بالإنزال للإعلان بأنه مؤسس الحركة الدينية والملة الحنفية فلا بد من إفاضة ذلك من عالم الغيب.
ثم إنه قد يستدل على أنّ الأسباط كانوا أنبياء بالآية المباركة ، وبقوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى) [سورة النساء ، الآية : ١٦٣].