يبين للنّاس من يكون بعده».
أقول : مثل ذلك روايات كثيرة أخرى ، ولا ريب أنها من التطبيق لكل حق لا بد أن يبين.
وفي الإحتجاج في الآية المتقدمة عن علي (عليهالسلام) : «العلماء إذا فسدوا».
أقول : إذا فسدوا يعني لم يعملوا بعلمهم يكون ذلك كتمانا عمليا للحق الذي يقولونه للنّاس.
وفي المجمع في الآية عن النبي (صلىاللهعليهوآله) قال : «من سئل عن علم يعلمه فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار ، وهو فأنزل له تعالى : (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).
أقول : وذلك لأنه سكت في الدنيا عن بيان الحق وألجمه هواه عن ذلك ، فيظهر ذلك في عالم الآخرة بلجام من النار ، والروايتان تؤيدان ما ذكرناه في الكتمان ، وإطلاقهما يشمل كل عالم بكل حق.
وفي تفسير العياشي عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله (عليهالسلام) في قوله : (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) ، قال (عليهالسلام) : «نحن هم ، وقد قالوا : هو أمّ الأرض».
أقول : لأنهم شهداء الخلق ويعرض عليهم أعمالهم فيكونون هم اللاعنون لا محالة ، ويدل على ذلك قوله تعالى : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [سورة هود ، الآية : ١٨] واما قوله : «وقد قالوا : هو أمّ الأرض» فقد نسب ذلك إلى النبي (صلىاللهعليهوآله).
وفي تفسير القمي في الآية المتقدمة قال (عليهالسلام) : «كل من قد لعنه الله فالجن والنّاس يلعنهم».
أقول : والوجه في لعن الجن والإنس لمن يكتم الحق وثنائهم لمن يظهر الحق كما في بعض الروايات ، أنّ جميع الموجودات ترتبط بالحق