أما تاريخ ولادته فقد أهملته كتب
التراجم ، لكن وجدنا الكراجكيّ في كتابه (كنز الفوائد) يروي عن أبي الحسن عليّ بن
أحمد اللغوي المعروف بركاز (بميارقين) في سنة ٣٩٩ ه.
وهذا يعني أن الكراجكيّ كان إذ ذاك في
سن تمكنه من تلقي الرواية والأخذ عن الرواة ، وهذا عادة لا يكون إلّا في سن
الخامسة والعشرين من عمره ، على أدنى الافتراضات ، وعلى هذا فتكون ولادته سنة ٣٧٤
ه. أي أنه عاش خمسا وسبعين سنة تقريبا.
والكراجكيّ من أئمة عصره في الفقه
والكلام والفلسفة والطبّ والفلك والرياضيات وغيرها ، وقد وصفه أصحاب التراجم بما
يدلّ على مكانته العلمية وشخصيته البارزة في أكثر معارف عصره. قال العماد الحنبلي
في شذرات الذهب ج ٣ صلى الله عليه وآله وسلم ٢٨٣ في حوادث سنة ٤٩٩ ه.
«وفيها توفي أبو الفتح الكراجكيّ أي الخيمي رأس الشيعة وصاحب
التصانيف محمّد بن علي ، مات بصور في ربيع الآخر ، وكان نحويا لغويا ، منجما ،
طبيبا ، متكلما متقنا ، من كبار أصحاب الشريف المرتضى ، وهو مؤلف كتاب «تلقين
أولاد المؤمنين».
وقريب منه ما قال اليافعي في مرآة
الزمان (ج ٣ صلى الله عليه وآله وسلم ٧٠ (.
وقال العسقلاني في لسان الميزان ج ٥ صلى
الله عليه وآله وسلم ٣٠٠ «محمّد بن علي الكراجكيّ ، بفتح الكاف وتخفيف الراء وكسر
الجيم ثمّ الكاف ، نسبة إلى عمل الخيم وهي الكراجك ، بالغ ابن طي
في الثناء عليه في (ذكر الإماميّة) ، وذكر أن له
_________________