وهو الحي الأول ،
ذات واحدة تلحقها هذه الصفات ؛ وهذا الفصل بيان ما شرحناه ، وأولناه ، وفصلناه.
وقال : ثم إن
الحياة هي القابلة لما يليق بها بحسب مراتبها في الوجود في كمالاتها ؛ فإن كان
وجودها وجودا أولا كالإبداع ، فكمالها الثاني تابع وجوده وجودها معا ، إذ ليس يتقدم عليها شيء ، فيكون وجودها كمالا أولا ،
وإحاطتها بالذي تقدم عليها كمالا ثانيا. بل ذاتها أقدم من كل قديم وهو في بهائه ، وكماله ، وجماله ، ومسرته بذاته أعظم من أن ينال بوصف ، وإنّه ممتنع إحاطته بما هو خارج
عنه ، الذي عنه وجوده ، وإنّه مشتاق إلى ذلك متحير فيه ، وإنّه الاسم الأعظم ،
والمسمى الأعظم.
[و] لما كانت الهيبة والبهاء والقدرة والكبرياء ، والعظمة ،
والسناء ، والمجد ، والعلاء ، والبهجة والضياء ، والغبطة والمسرة ، للأشياء كلّها
، في كمالها الثاني ، وكان الكمال الثاني للأشياء إما بجواهرها ، وإمّا بأعراضها ،
وكان كمال ما يكون كماله في أعراضه مثل كمال الملوك بما هو لهم في ممالكهم
__________________