بعد قبض العهود
المؤكدة ، وتغليظ المواثيق المشددة ، والامتحان بدفع النجاوى والزكاة والشراوي ، والفطر ، والصدقات .
وقد وثقت بك في
حفظ مجموع من الحكم التي شرحتها في مصدور قبله ، وتحملت فيه الأمانة التي هي عهد الله
وميثاقه الذي أخذ على الملائكة المقربين ، والأنبياء والمرسلين ، والأوصياء
الطاهرين ، والأئمة المنتجبين ، والحدود التابعين ، أنّك لتصونه غاية الصيانة ،
ولتراعي فيه الأمانة ، ولتتجنب الخيانة ، وتجعله لخلاص صورتك ، وإنارة بصيرتك ، والله على
ما نقول وكيل.
نعود إلى ما كنّا
فيه : فجميع أهل الشرائع من الأولين وفرق الآخرين ينتحلون في ذلك انتحالات ويرجمون أقوالا. فمنهم من يقول : إن الله سبحانه أبدع
العقل الأول وحيدا فريدا لا ثانيا له ، وإن النفس الكلية انبعثت عنه على سبيل وجود
الضوء من الضوء. ووجد عن النفس الكلية : الجد والفتح والخيال ، ثم الهيولى والصورة
، ثم الأفلاك والبروج ؛ والأملاك والطبائع ، والأمهات والمواليد المتأخرات. وهؤلاء
أهل التأويل المحض ، ومن ينحو نحوهم من الفلاسفة ، وغيرهم من أهل الشرائع الظاهرة
يقولون بالقلم ، واللوح ، وإسرافيل ، وميكائيل ، وجبرائيل ؛ وذلك حدهم من العلم.
__________________