الردي والقول المردي ، فعليهم لعنة الله مدى الليالي والأيام والشهور والأعوام. أو كاعتقاد الأباضية الأنجاس الأرجاس في علم الدين وإمام المؤمنين فالله «ينتقمه ويخزيه ويلعنه ويرديه (١)».
وإن كان لا فرق بين الغالي فيهما أو الجاحد لفضلهما. إذ الغالي قد تعدى على المبدع تعالى بسلب الإلهية عنه لمخلوق خلقه وأنشأه وقدره وهداه (٢) ، فذلك كذلك ، وفي هذا كفاية كافية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
قال سيدنا المؤيد قدس الله سرّه في بعض كلامه في تأويل قوله تعالى : (وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ) (٣) ، فذلك مثل من عول عليه في إقامة الحق وتعليمه لمن استجاب من الخلق ، فغلب عليه الهوى ومال إلى الراحة والخنا ، فادعى في الإمام ما يدعيه أهل التحريف من الغلوية المارقية وأهل الإلحاد من الزنادقة. فزاد في منزلة الإمام ورفعه بزعمه عن صفة الأنام ، ونزهه عن أكل الطعام ، ووصفه بصفة الحي القيوم ، وبطل الأعمال ، وغير الأحوال ، ومال إلى أهل القول بالإفك والمحال ، الغارقين في الآثام ، المرتكبين بجهلهم المحرمات من الأعمال رغبة في حب العاجلة ، وجهلا بما أعد الله لأهل الولاء والإخلاص في الآخرة ، فحرام على من علم ذلك من أهل الدعوة الخالصة والمعرفة الصحيحة أن يستفيد منه علما ، ولا يسمع منه قولا ، لأنّه أشرك بالله وشبه بصفات أهل الجهل والعمى ، وأهل الكفر والخناء وسائر البشر في الدنيا.
فهذه الأبواب قد أودعناها من معاني الحكم ، ما يكتفي بعشر عشير
__________________
(١) فرقة من الخوارج أصحاب حرث الأباضي والقول هنا موجه إليه ، أي إلى الحارث الأباضي.
(٢) هداه : هدى في ج.
(٣) سورة : ٢ / ١٧٣.