معرفته إلّا رسول الله (صلىاللهعليهوآله) (١) والأئمة من ولده صلى الله عليهم أجمعين (٢) بل عرفه أهل اليقين بظاهر المعرفة ، وإثبات الآيات والمعجزات التي أظهرها لهم مرّة بعد مرة.
هذا الفصل قد بين أن الخلق يعرفون الله بإثبات صنعه ، وأهل الحقائق يوحدونه من وجهة توحيده بإثباته من حيث حدوده ، كما قال الحكيم : أينما ظهرت لك المعجزة فاسجد ، أي فأطع. ولم يظهر من المعجزات لأحد مثل ما ظهر لنبيّنا محمد ووصيه علي (٣) ، ومعرفة رسول الله له والأئمة من ولده ، بأنّه النهاية الثانية يستحق من الصفات المتناهية بالشرف ما تستحقه الأولة ، وأنّه حجابها وبابها ، ولسان نطقها وبرهانها. ولذلك وصف ذاته فقال : أنا الأول وأنا الآخر ، وأنا الظاهر وأنا الباطن ، وأنا بكل شيء عليم ، أنا الذي سمكت سماءها ، وسطحت أرضها ، وأجريت أنهارها ، وأنبت (٤) أشجارها ، فالنهاية الأولة التي هي المنطقة له. وبذلك بالأول من عالم الإبداع ، والآخر الذي له يتحد بكل مقاوم ، هو الظاهر بالمعجزات ، والباطن الذي لا يدرك بالصفات. وسمك سماءها العالية ، من الطبيعيات والنطقاء والحدود في سائر الأوقات ، وسطح الأرض للمواليد من معدن ونبات وحيوان ، وأنبت الأشجار للأقوات ، وأجرى الأنهار في البر والبحر (٥) تقدير ذات الذوات. فهذا نطق النهاية الأولة على لسان النهاية الثانية ، والنهاية الثانية أيضا تستحق من الصفات مثل ذلك ، فهو الأول في الإسلام والإيمان ، وهو أول باتحاد المتحد به ، وهو آخر. أي النهاية الثانية الظاهرة بالفعل بعد القوة كما ذكرنا. وهو الباطن بما بطن فيه من العلم والحكمة (٦) والأنوار والأسرار ، وسمك
__________________
(١) صلىاللهعليهوآله : سقطت في ط.
(٢) أجمعين : سقطت في ط.
(٣) ووصيه علي : سقطت في ط.
(٤) أنبت : ونبت في ط.
(٥) البر والبحر : برد وبحر في ط.
(٦) الحكمة : سقطت في ج.