الأحوال.
الثانية : المزايا العلمية التي طعّم بها الكتاب ، ممّا فات المؤلّفين السابقين ، من قبيل التركيز على المصدر الأمّ ، ومن قبيل استقصاء جميع روايات الراوي ومن حدّث عنه ، ومن قبيل التعرّض للرواة من كتب الرجال والحديث معاً ، ومن قبيل عدم الإكتفاء بتوثيقات المتأخّرين للرواة إن كان للقدماء فيهم رأي ، ومن قبيل التدقيق على وجه علمي عن سبل وثاقتهم وحسنهم.
فقد يضعّف من الرجال من مضى على توثيقه عدّة قرون ، أو يوثّق من مشى تضعيفه في أكثر الكتب الرجالية وأخطرها ، ثمّ قد يجد اتحاداً بين كثير من الرجال الذين تعدّدت أسماؤهم وعناوينهم ، أو قد يجد في كثير ممّن رأوا اتحادهم تعدّداً واضحاً أغفله القدامى والمحدّثون ...
وهكذا غربل قواعد هذا العلم واحدة واحدة ، ووضع رجال الحديث في الميزان واحداً بعد واحد. فأمّا من خفّت موازينه منهم فلم يملأ فراغاً ، ولم يترك ظلاًّ ، وأمّا من ثقلت موازينه ، وتوفّرت فيه شروط العدالة والتوثيق : تماسكت به عرى الحديث ، وسلمت حلقاته من المؤاخذات الرجاليـة ، وتمّ الأخـذ به في طريـق الاستنباط والتوصّـل إلى حكـم من أحكـام الله تعالى)(١).
ونحن نأمل من الجيل الجديد من فقهاء أهل البيت عليهمالسلام أن يستمرّ في رفد هذا العطاء العلمي بنفس الزخم والقوّة الذي أقدح شرارته المتقدّمون من الفقهاء والله وليّ التوفيق.
__________________
(١) معجم رجال الحديث ١ / ١٣ ـ ١٤ المدخل ، مقدمة مرتضى الحكمي.