مع الخوارج
وبعد ما أحرز
الإمام عليهالسلام النصر الحاسم على خصمه الجاهلي معاوية وبات الاستيلاء عليه قاب قوسين أو أدنى
، مني الإمام عليهالسلام بانقلاب عسكري ، فقد رفع جيش معاوية المصاحف الكريمة على
الرماح ودعوا إلى المحاكمة على ضوئها فانخدع جيش الإمام بذلك وأصروا على الاستجابة
لهم ، وكان بعض أفراد القيادة العامة في معسكر الإمام على اتصال بمعاوية واتفاق
معه على ذلك ، ووقعت الفتنة في جيش الإمام ، ورفعت الأصوات بضرورة إيقاف القتال ،
وإلاّ ناجزوا الإمام وقتلوه.
وكان على رأس
القائلين بالتحكيم المنافق الأشعث بن قيس ، ومن يتصل به من عملاء معاوية ، فراحوا
يجوبون في معسكر الإمام وينادون بضرورة التحكيم.
احتجاج الإمام عليهم :
واندفع الإمام عليهالسلام لإبطال مزاعم معاوية واتباعه قائلا
لأصحابه :
« ويحكم أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله ، وأوّل
من أجاب إليه ، وليس يحلّ لي ولا يسعني في ديني أن ادعى إلى كتاب الله فلا أقبله ،
إنّي إنّما اقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن ، فإنّهم قد عصوا الله فيما أمرهم ،
ونقضوا عهده ونبذوا كتابه ، ولكنّي قد أعلمتكم أنّهم قد كادوكم ، وأنّهم ليسوا