ولم ينسابوا وراء
شهوة الحكم لما واجه المسلمون الأزمات القاسية والأحداث الرهيبة.
لقد تحقّق ما
تنبّأ به الإمام ، فلم تمض حفنة من السنين حتى انتضيت السيوف وتصارع القوم على
الحكم ، فكان بعضهم من أئمّة الضلال ، وشيعة لأهل الجهالة والضلال.
إذعان الإمام لمصلحة
المسلمين :
وأعرب الإمام عليهالسلام حينما بويع عثمان عن إذعانه لمصلحة
المسلمين ، فقد خاطب أعضاء الشورى قائلا :
« لقد علمتم أنّي أحقّ النّاس بها ـ أي الخلافة ـ
من غيري ؛ وو الله لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين ؛ ولم يكن فيها جور إلاّ عليّ
خاصّة ، التماسا لأجر ذلك وفضله ، وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه
» .
لقد كانوا على ثقة
وإيمان انّ الإمام عليهالسلام أحقّ بالخلافة وأولى بالأمر من غيره ، فهو حامي الإسلام ،
والمجاهد الأوّل ، وأخو النبي صلىاللهعليهوآله .
وصبر الإمام على سلب تراثه حفظا على
كلمة الإسلام ووحدة المسلمين ، وقد أدلى بذلك بقوله عليهالسلام.
« إنّ الله لمّا قبض نبيّه استأثرت علينا قريش
بالأمر ودفعتنا عن حقّ نحن أحقّ به من النّاس كافّة ، فرأيت أنّ الصّبر على ذلك
أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم ، والنّاس حديثو عهد بالإسلام ، والدّين
يمخض مخض الوطب ، يفسده أدنى وهن ، ويعكسه أقلّ خلق ،
__________________